المقالات

الإسلام رحمة وهداية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن البحث عن هوية أخرى للأمة الإسلامية خيانة كبرى وجناية عظمى وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم “من غير منار الأرض” فكيف بمن يغير هوية أمة، ويضلها عن طريق النجاة ؟ فمن فعل ذلك فإنه قد شابه الجاهلية والتي تحب أن تنتسب للروابط القومية أو الإقليمية، لذا فقد أزال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الرؤى الجاهلية والتي كانت عند الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين فقال صلى الله عليه وسلم يخاطبهم “إن الله قد أذهب عنكم عُبّية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن” فإن الإسلام رحمة.

والهداية والالتزام رحمة، وهناك أمم تنتظر منك أن تدلهم عليها، وأن تهديهم بإذن الله إليها، وأن تأخذ بمجامع قلوبهم إلى الله، فتحببهم في طاعة الله ومرضاته، فقال صلى الله عليه وسلم ” أنا رحمة مُهداة ” فالرحمة أفضل ما تكون بالدلالة على الخير، فكم من أناس هُدوا إلى سواء السبيل، ودُلوا إلى المَعلم والدليل، فأصابوا رحمة الله العظيم الجليل، ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنة فتحت أبوابها لإمرأة بغي من بغايا بني إسرائيل، لمجرد أنها سقت كلب عطشان، فأخرج مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة بسنده إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن امرأة بغى رأت كلب، في يوم حار، يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها، أي استقت له بخفها، فغفر لها”

فمن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أخطاء الغير، فيحكي خوّات بن جُبير عن نفسه، فيقول‏‏ نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران‏،‏ قال‏‏ فخرجت من خبائي، فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت حلة فلبستها، وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبة، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته واختلطت، وقلت‏ يا رسول الله، جمل لي شرد، فأنا أبتغي له قيدا‏،‏ ومضى فاتبعته، فألقى إليّ رداءه، ودخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل على صدره من لحيته‏،‏ فقال‏ “أبا عبدالله، ما فعل ذلك الجمل‏‏؟” وارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال‏ “السلام عليك أبا عبدالله، ما فعل شراد ذلك الجمل‏‏‏؟”‏ فلما طال ذلك عليّ أتيت المسجد.

فقمت أصلي، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره‏، فجاء فصلى ركعتين، فطولت رجاء أن يذهب ويدعني،‏ فقال‏ “‏أبا عبدالله، طوّل ما شئت أن تطوّل، فلست بمنصرف حتى تنصرف‏” فقلت في نفسي‏ والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبرئن صدره‏،‏ فلما انصرفت، قال‏ “‏السلام عليك أبا عبدالله، ما فعل شراد ذلك الجمل‏‏‏؟” قلت‏‏ والذي بعثك بالحق، ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت،‏ فقال‏‏ ‏”‏يرحمك الله” ثلاثا، ثم لم يعد لشيء مما كان‏، فلقد غفر الله عز وجل لبغي ذنوبها بسبب ما فعلته من سقي كلب، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النار فتحت أبوابها لامرأة حبست هرّة لا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“عُذبت امرأة في هرّة لم تطعمها، ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض” رواه البخاري ومسلم، وقد حرّم الإسلام تعذيب الحيوان، ولعن المخالفين على مخالفتهم، فقد روى مسلم بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على حمار قد وُسم في وجهه، فقال “لعن الله الذي وسمه” وفي رواية له “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار