المقالات

الإيجابية

جريدة موطني

الإيجابية
إطلالة بقلم
عبادى عبدالباقى قناوى
مفهوم الإيجابية :-
الإيجابية بشكل عام تتلخص في أن يكون الشخص متفائلا وواثقا من نفسه ويفكر بالجوانب الجيدة للمواقف المختلفة بدلاً من السيئة، وأن يبحث دائمًا عن حلول لأي عقبات قد تواجهه، فأن تكون شخصًا إيجابيا ليس فرض أو شرط، بل هو اختيار وإصرار .
تبرز قوة الإسلام الإيجابية و مصداقيته ويظهر منهجه الكامل وتتجلى روحه المتوازنة في الشرائع والشعائر ، وفي الأخلاق والمعاملات وفي سائر أوامره ونواهيه ، ولما له من مرجعيات علمية وفكرية عقائدية و شعائرية وأخلاقية .
الإيجابية والإسلام :-
إن أصل الإيجابية الإسلامية الإيجابية العقدية الراسخة في الإسلام و الراسخ فيها ، إيجابية الفطرة إيجابية التوحيد ، إيجابية الوحدانية و الإلوهية والربوبية لله وحده ، لا شريك له في الذات والصفات والأفعال ، إيمان بعقائد مؤكدة عقلا و منطقا و تاريخا ووجودا ، تبعث على العلم واليقين لا على الشك والريبة وعلى الاطمئنان لا على القلق ، وعلى الاجتهاد لا على السكون و التقليد ، إيجابية منطلقها التوحيد و لباسها التقوى و مسارها الاجتهاد وبذل الوسع في الخير ، و حللها مكارم الأخلاق من تواد و تراحم وتعاون ، و منتهاها بلوغ الخلافة على الأرض كل في مستواه ، وبلوغ الثبات على الحق ورضوان الله في الدنيا والآخرة.
الإيجابية والقرآن الكريم:-
قال تعالى :-
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (النحل:٧٦)
قال تعالى :-
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}
(هود:١١٧)
قال: الله عز وجل :-
{ وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }
(يس ٢٠)
الإيجابية والسنة الشريفة:-

( لا تكونون إمعة إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا فلا تظلموا ).
أوكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أوجز الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف
(تفاءلوا بالخير تجدوه)،
أوكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
الإيجابية والسياسة:-
وفي الحياة السياسية والعامة يتعين على المسلم أن يكون إيجابياً ، فعلى المسلم أن يسدي النصح الى ولاة الأمور ، بأن يتخذوا البطانة الصالحة.
ومما يؤكد روح الإيجابية بين جماعة الإسلام ، اتخاذ مبدأ الشورى والنصح بينهم، يقول تعالى:-
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}
(آل عمران : ١٥٩).
قال تعالى :-
{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ} (الشورى : ٣٨).
بل إن الإسلام يعد الدين النصيحة.
فالإسلام يربي المسلمين على الإيجابية والتفاعل والمبادرة ، و إسداء النصح وتقديم العون .
والله المستعان

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار