ادب وثقافة

الانثربولوجيا والتنمية المستدامة

جريدة موطني

الانثربولوجيا والتنمية المستدامةالانثربولوجيا والتنمية المستدامةالانثربولوجيا والتنمية المستدامة
د. فرج احمد فرج
باحث انثربولوجيا
شغلت مسألة “فشل العرب في نهضتهم ونجاح آخرين” عددا كبير من الباحثين والمفكرين،ما حد ّا كثيرا من الكتاب ان يستلهموا بعض التجارب الناجحه وسعيهم نحو تناول مسألة النهضة بعيون وزوايا مختلفة، فتطرق بعضهم إلى التنظير في أسس النهضة الذاتية الخاصة بمقوماتنا العربية،بينما تناول بعضآ اخر التجارب النهضوية لامم أخرى،في سبيل الاستخلاص ، والمقارنة أحيان والمقاربة والاخذ بدروس مستفادة، منها”التجربة التاريخية الفيتنامية” واستقطاب التجربة النهضوية اليابانية ،والكورية والصينية والاندونيسيه والماليزية . وما لها من أهمية كبيرة في معرفة أسس النهضة ّ.
هذه الدول وضعت في المقام الاول صوب اتجاهها -0 التعليم ركيزة اولي من اي شيء اخر قبل بناء الحجر واصبح المستهدف الانسان اولا .. الذي بدوره سيستوعب البناء لاحقا ويحافظ عليه ويعرف قيمته يليها الصحة وتتابع النهضة في كافة المجالات والمتتبع انها بدات افكار نفذها مؤمن فرد وسعي لتنميتها بكل المشورة وديمقراطية الراي ” ماهتير محمد ” مثال .
التنمية المستدامة هو مصطلح اقتصادي اجتماعي أممي، رسمت به هيئة الأمم المتحدة خارطة للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، هدفها الأول هو تحسين ظروف المعيشية لكل فرد في المجتمع، وتطوير وسائل الإنتاج وأساليبه، وإدارتها بطرق لا تؤدي إلى استنزاف موارد كوكب الأرض الطبيعية، حتى لا نحمل الكوكب فوق طاقته
مصطلح جديد متضامن مع علم قديم ومرتيط به .. لان المستهدف هو الانسان, والتنمية تمس الانسان في كافة نواحي حياته وعلم الانثروبولوجيا الخاص بدراسة الانسان المستهدف من التنمية تجعل الهدف والمستهدف من ضروريات ذلك العلم وفي هذة الدراسة سنعرض ماهي الانثربولوجيا وخصائصها والتنمية المستدامة تعريفها واهدافها والعلاقة بينهما لرقي الانسان وسنعرض تلميحا لبعض التجارب الناجحة .
خصائص تنمية المجتمع عملية شاملة لجميع جوانب المجتمع الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والإدارية، حيث تتعامل معه باعتباره نظاماً كاملاً ومتكاملاً. عملية مستمرة، فهي لا تقف عند حد معين من التغيير، كما أنّ عملية تطبيقها للحصول على النتائج المطلوبة تحتاج إلى وقت طويل؛ لأنّ التغيير يحصل في البنية الأساسيّة للمجتمع. عملية مخططة، فلا يمكن البدء بأي شكل من أشكال التنمية إلا بعد تحديد الأهداف الرئيسية منها، ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا من خلال عملية تخطيط ذات أسلوب علمي منظم. عملية استثماريّة؛ حيث ترتكز على استثمار الموارد البشريّة والماديّة الموجودة بهدف تحقيق النتائج. عملية إدارية يرتكز النجاح فيها على كفاءة الإدارة في الدولة، وبتعاون جميع المؤسسات فيها سواءً كانت حكوميّة أم خاصة. عمليّة التنمية تهدف إلى النهوض بأفراد المجتمع وتحقيق الرفاهية لهم
ونتسائل.. هل مصر تسير نحو التنمية المستدامة كباقي الدول وهل الوقت كـاف 2030 لانجـاز هـذا المبدأ
تتأثر حياة الانسان أنثروبولوجيا … في مجالات نظم الحياة الاقتصادية .. والاجتماعية والدينيةوالتعليمـية والثقافية والسياسية والسلوك.
وجدنا ذلك في طرح فكرة حقوق الانسان ايبان الحرب العالمية الثانية والتي ساهم في طرحها علماء الانثروبولوجيا لتدعيم ووضع مبادئ لها تستهدف الانسان الذي هو الضوء الذي يجري نحوه كل علماء الانثروبولوجيا .
التنمية المستدامة هي جوهر ذلك المصطلح والذي اعتمده قادة العالم في سبتمبر- 2015- في قمة اممية تاريخية بالامم المتحدة
النظرية العالمية في الغالب تري وتعتقد ان قيمنا العليا يتم تشكيلها في الاساس بالبعد والتسامي عن تدنيس تلك القيم المكتسبة والمحافظة عليها والتي تتكون في الغالب من قبل المعتقدات الدينية وبالتالي تصبح من المحرمات ولذلك كان حري بنا ان نري في حياتنا التعدد والتنوع المجتمعي , ان هناك بعض الاشتباكات بين النظرية العالمية ” الدولية” والواقع الحقيقي في المجتمع وخاصة عندما ترتبط في هذا السياق بين النظرية الشاملة للعولمة وتناولها لتشريعات وقوانين حاكمة من ان لاخر والمستهدف بها الانسان ورفاهة حياته مع المحافظة علي البيئة التي يعيش فيها.
والسؤال – ماهو علم الانثربولوجيا وما هي اهميته وما هي علاقتة بالتنمية المستدامة ؟
ولان الانسان هو المستهدف في النهاية من قبل علماء الانثروبولوجيا وتحولهم.
هذا العلم الذي خدم الدول الاستعمارية والمستشرقين لخدمة الدول القوية في استغلال واستعمار ونهب ثروات الدول الفقيرة حتي لقب في القرن الماضي ” بعلم الاستعمار”.
تحول حتي اصبح في خدمة وتطور كل مناحي رفاهية الانسان وسبب تقدم تجارب ناجحة – سنعرض نماذج منها , ومنذ ظهور المصطلح الحديث ” التنمية المستدامة ” اصبح الجمبع يتطلع الي التركيز في التعليم وكل العلوم الانسانية ودعاوي التطور في الخطاب والتفكير والابتكار ورعاية الموهوبين والاصلاح السياسي ووسائل التعليم والتدريب
في اليوم الاول من ينابر 2016 بدأ رسميا سريان اهداف التنمية المستدامة ببنودها ال 17 التي اعتمدت لخطة التنمية المستدامة حتي 2030 والتي تهدف الي تطوير الارض والمدن والمجتمعات وكذلك الاعمال التجارية بشرط ان تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس وتعثر الاجيال القادمة علي تلبية حاجاتهم الاساسية للحياة , ويواجه العالم خطورة التدهور البيئي والاستغلال الجائر للموارد البيئية الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك توفير الحاجات الاساسية في ظل المساواة والعدل الاجتماعي
وهو ما نراه الان في مصر وبعد هذه السنوات القليلة فقط من طرح فكرة التنمية المستدامة ونتسال كثيرا لماذا الاصلاح النقدي وتعويم الجنية ؟
لماذا تصر الحكومة في بناء كل هذا الكم من المدن الجديدة في كل ربوع مصر ؟
ما فائدة بناء كل شبكات الطرق التي تحيط كل انحاء البلاد ؟
انشاء مدن ذكية وحديثة مثل الادارية الجديدة ؟
هل هناك ضرورة لبناء دور عبادة جديدة ؟ هل هيكلة وزارات بعينها مثل الصحة والتعليم والاخذ بالاساليب الحديثة في التعليم ضرورة ؟ هل اثمرت حوكمت المصالح الكترونيا واعطت نتائج؟ اعادة منظومة الدعم والضرائب والتموين والتركيز علي القري الفقيرة واصلاح منظومة الدعم لهم من خلال مبادرات وزارة التضامن لصرف عائد ” كفالة وكرامة ” ومعونة التضرر من البطالة – كافية ؟
التنمية الاقتصادية والاستثمار – كافية ومبشرة في تلك المدة؟
اعادة هيكلة وسائل النقل والمواصلات تسير في طريقها ؟ زيادة الكباري والطرق والانفاق والجسور والقناطر وتحديث ومد خطوط جديدة بوسائل مواصلات عصرية مثل المترو والمونوريل – حلت مشكلة التكدس في المواصلات؟ زيادة الرقعة الزراعية وتبطين وتطهير المصارف والترع وفرت المياة النظيفة للري؟
هنا السؤال الاهم – الذي يتساله الناس – لماذا كل هذه السرعة ولماذا الدولة وبقرارات القيادة تجري وراء الزمن حتي اصبح السؤال كم من الوقت كي تنفذ – ان قلت ثلاث سنوات – طلب منك الانجاز في عام ؟
وهذا ما وجدناه في انجاز محطات تحلية المياه من البحار وانشاء محطات الكهرباء وانشاء قناة السويس الجديدة وانشاء انفاق القناة .
اضافة للتنمية الزراعية بوسائل الري الحديثة وطرق زراعة جديدة غير تقليدية زادت انتاجية مساحة الارض من المحاصيل اضافة للمزارع السمكية ومحطات تربية المواشي والعجول لتوفير اللحوم والطيور الداجنة .
عندما هبطا ادم وحواء علي الارض .. كان لزاما عليه استكشاف عالمه ” المكان ” الجديد ” الارض” وبما فيها وماعليها من اراضي وجبال وصحراء وكهوف وانهار واجواء وبرق ورعد وامطار واعاصير .
فاصبح من اولويات حياته للعيش , توفير سبل الحياة للمحافظة عليها ولن يتحقق ذلك الا بعلوم غير تقليدية تدرس هذا الانسان الذي نضعه صوب اعيوننا كي ننهض به .. الا وهو علم الانثربولوجيا .
اصبحت الحاجة ملحة ولا تستدعي التوقف ” محلك سر” او النظر والعيش في الماضي وانجازات التاريخ وما كنا عليه من قبل .
فالعالم الان في سباق محموم للجري وراء مكامن التقدم واللهاث وراء التكنولوجيا الحديثة في كافة مناحي الحياة ومكامن الاشياء وخاصة في الصناعة والزراعة والاتصال والحوكمة واستغلال الطاقة واتباع جودة التعليم والصحة واللذان يخدمان الانسان بشكل مباشر في اطر منظمة وحاكمة ..
اذا المرحلة القادمة في مستقبل الامم يكمن في القوة واستغلال كافة الموارد المتاحة داخل منظومة منضبطة وحماية تللك المكتسبات .
– اعطاء مكانة للانسان ضمن فلسفة التنمية المستدامة وذلك بنسج التنميه حول الانسان وليس الناس حول التنمية .الاهتمام وزيادة التوسع في الدراسات الانسانية وانشاء اقسام وكليات جديدة .
– اعتماد التوجه من الانسان الاقتصادي الي الاقتصاد الانساني .دمقرطة الحكم من اجل الادارة والمسائلة .الالتزام بتحقيق العدالة والمساواة وانفاذ القانون .
– مقاومة الفساد والرشوة والواسطة والمحسوبية في الادارات مع التشديد علي الرقابة والمحاسبة المستمرة للمقصرين .
الاهتمام بتحقيق العدالة والانصاف وتنظيم النمو الديموغرافي وارساء سياسات رشيدة في توزيع السكان .
وبرغم ان هذه الاتفاقية غير ملزمة الا ان جميع الدول وجدت محتواها رصيدا قوي للتقدم ولكن المدة الباقية خمسة عشر عاما حتي بلوغ 2030 هي مدة ليست بعيدة في تاريخ الامم
ملخص المحاضرة – في جامعة الاسكندرية   

الانثربولوجيا والتنمية المستدامة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار