المقالات

البدعة في لسان العرب 

جريدة موطنى

البدعة في لسان العرب 

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

البدعة في لسان العرب

ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الإمام إبن عبد البر أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري المعروف بابن عبد البر، وأما عن تعريف ابن عبد البر للبدعة وذمه لها وللمبتدِعة وأمره بهجر أهل البدع، فيقول “البدعة في لسان العرب اختراع ما لم يكن وابتداؤه فما كان من ذلك في الدين خلافا للسنة التي مضى عليها العمل، فتلك بدعة لا خير فيها، وواجب ذمها والنهي عنها والأمر باجتنابها وهجران مبتدعها إذا تبين له سوء مذهبه، وما كان من بدعة لا تخالف أصل الشريعة والسنة فتلك نعمت البدعة كما قال عمر لأن أصل ما فعله سنة، وأما ابتداع الأشياء من أعمال الدنيا فهذا لا حرج فيه ولا عيب على فاعله” وتعليقا على حديث كعب بن مالك رضي الله عنه المشهور حول غزوة تبوك والتخلف عنها. 

 

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهجر من تخلفوا حتى أنزل الله توبتهم لصدقهم، يقول ابن عبد البر “وهذا أصل عند العلماء في مجانبة من ابتدع، وهجرته، وقطع الكلام معه” وأما عن موقف ابن عبد البر من أهل الكلام وإخراجه لهم من طبقة العلماء وبيانه من هم العلماء فيقول أبو عمر ابن عبد البر”أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يُعدون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم” وأما عن كلام ابن عبد البر من اتخاذ القبور مساجد ومحبة النبي مخالفة بالكفار، وهو تعليقا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه ” قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد” 

 

فيقول ابن عبد البر رحمه الله في هذا الحديث إباحة الدعاء على أهل الكفر، وتحريم السجود على قبور الأنبياء، وفي معنى هذا أنه لا يحل السجود لغير الله عز وجل، ويحتمل الحديث أن لا تجعل قبور الأنبياء قبلة يصلى إليها، وكل ما أحتمله الحديث في اللسان العربي فممنوع منه لأنه إنما دعا على اليهود محذرا لأمته صلى الله عليه وسلم من أن يفعلوا فعلهم” وتعليقا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “اللهم لا تجعل قبري وثنا يُعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد” رواه مالك، فيقول ابن عبد البر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع الأمم قبله الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدا كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها. 

 

وذلك الشرك الأكبر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه وأنه مما لا يرضاه خشية عليهم امتثال طرقهم، وكان صلى الله عليه وسلم يحب مخالفة أهل الكتاب وسائر الكفار، وكان يخاف على أمته اتباعهم ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم على جهة التعيير والتوبيخ ” لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم” رواه البخاري ومسلم. 

البدعة في لسان العرب 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار