شريط الاخبار

البر في أرقى صوره

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن البر في أرقى صوره
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 8 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن البر بأرقى صوره أن تشتري لوالديك ما يحتاجون وتفاجئهم بما يفقدون دون طلب منهم أو سؤال بل كرم منك وتبرع، ففي هذا الفعل أجمل ما يسطر من جبر الخواطر وإدخال الفرح والسرور على قلوبهم، كما لا ننسى صاحب الحاجة والمسكين الذي انكسر قلبه وذلت نفسه وضاق صدره ما أجمل أن نجعل له من مالنا نصيب ومن طعامنا ولو الشيء القليل ومن دعائنا ما نستطيع، بذلك نجبر كسرهم ونطيب قلوبهم ولا نشعرهم بالنقص، وقال أحمد بن عبد الحميد الحارثي ” ما رأيت أحسن خلقا من الحسين اللؤلؤي.

كان يكسو ممالكيه كما يكسو نفسه” وفي هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظرا لشدة الظلم الاجتماعي في هذا الزمان، وفساد ذمم الناس واختلاف نواياهم، ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة ولا هي مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وغم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وذاك لا يجد وظيفة، وهذا لا يجد زوجة، أو لا يجد زواجا وذاك مريض والآخر مبتلى والهموم كثيرة وتطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهد ولا كبير طاقة فربما يكفي البعض كلمة من ذكر، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر لمساعدة، وينقص ذاك جاه، وينتظر البعض قضاء حاجة.

ويكتفي البعض الآخر بابتسامة، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب إخواننا ولا نبخل على أنفسنا، فالصدقة والخير نفعه يعود إليك، واعلموا عباد الله أن تطيب الخواطر عبادة من أجل العبادات المنسية في مجتمعاتنا في زمن كثرة فيه الأنانيات والاهتمام بالذات والانهماك في الشهوات، فقال سفيان الثوري “ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخواطر، فجبر الخواطر ذلك دأب أولي النهي، وترى الجهول بكسرها يتمتع، فاجعل لسانك بلسما فيه الشفا، لا مشرطا يدمي القلوب ويوجع، وجبر الخواطر معناه هو رفع همه الشخص أو تهوين مصيبته والأخذ بيديه حتي يمر بمصيبته، ورفع همه الشخص قد تكون بالنصيحة أو الابتسامة أو الصدقة، وجبر الخواطر من المعاملات الإسلامية.

التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم وكل شخص عموما بعيد عن ديانته، ومن يعمل علي جبر الخواطر فهو بالتأكيد شخص شهم ومعدنة أصيل، وقد أجمع اللغويون على أن الخاطر هو القلب، وعدم كسره خلق عظيم، ولو تحققنا فسوف نجد أن أغلب أحكام ديننا قائمة على جبر الخواطر، فنحن نقدم واجب العزاء لجبر خاطر أهل المتوفي، نزور المريض لجبر خاطره، ندفع دية الميت لجبر خاطر أهله حتى السلام والابتسامة، واعلموا عباد الله أن جبر الخواطر من أوصاف الله تعالى فمن أسمائه جلل جلاله الجبار، وهو الجبار سبحانه وتعالي وهذا الاسم بمعناه الرائع يطمئن القلب ويريح النفس، فيقول ابن القيم رحمه الله كذلك الجبار من أوصافه، والجبر في أوصافه نوعان، جبر الضعيف وكل قلب قد غدا ذا كسرة فالجبر منه دان، والثاني جبر القهر بالعز الذي لا ينبغي لسواه من إنسان.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار