مقالاتمقالات دينية

البعيدون عن حواضر الإسلام

جريدة موطني

البعيدون عن حواضر الإسلام

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه القريب والبعيد، سبحانه وتعالي “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله هو أفضل النبيين والمؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى اله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن حقيقة الكفر مركبة من شيئين، فالأول هو أن التكفير إطلاق الكفر على الغير سواء أكان فعليا أم قوليا وقد بين حقيقة التكفير الإمام السبكي في الفتاوي، وثانيهما وهو أنه متعلق بالكفر الأكبر، وهذا هو المشهور عند الأئمة والفقهاء حيث يقولون كفر فلان، وحد الكفر الأكبر إختلفت عبارات الأئمة في ذلك، إلا أن من العبارات المستحسنة التي تجمع قطر الكفر الأكبر وعمومه.

 

هو قول ابن حزم الظاهري في كتابه الإحكام، وكذا هي في كتاب المحلى له، وكذا في كتاب الفصل في الملل والنحل، حيث قال وهو أي الكفر في الدين صفة من جحد شيئا مما إفترض الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه، ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه أو بلسانه دون قلبه أو بهما معا، أو عمل عملا جاء النص أي الشرعي بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان، وعليه فقد علق المسألة بشيئين، فالشيء الأول فهو وقوع الكفر الإعتقادي أو القولي أو العملي من صاحبه، والشيء الثاني فهو حصول الضوابط المعتبرة شرعا وأشار إلى جملة في ذلك، ومن ذلك هو قيام الحجة بحيث تبين على المرء الحجة، ويشار هنا إلى شيئين يتعلقان بذلك، أولهما أن ثمة كفرا دون الكفر الأكبر وهو ما يسمى بالشرك الخفي أو الأصغر، وثانيهما وهو أن هناك فرقا بين الظاهر والباطن.

 

فالمنافق يحكم بأنه مسلم في الظاهر وقت عدم إظهار ما يوجب إخراجه من الدين مع كونه في الباطن على الكفر وكذلك العكس، وقال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر ” من كان من أهل الجاهلية، أي جاهلية كثير من الناس البعيدين عن حواضر الإسلام قبل دعوة الإمام المجدد وبخاصة في نجد، عاملا بالإسلام تاركا الشرك فهو مسلم، وأما من كان يعبد الأوثان ومات على ذلك قبل ظهور هذا الدين، أي الإسلام الذي جدده الإمام وأظهره الله على يديه فهذا ظاهره الكفر، وإن كان يحتمل انه لم تقم عليه الحجة الرسالية لجهله وعدم وجود من ينبهه لأنا نحكم على الظاهر، وأما الحكم على الباطن فذلك إلى الله تعالي والله تعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال الله تعالى ” وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” وأما من مات منهم مجهول الحال فإنا لا نتعرض له ولا نحكم بكفره ولا بإسلامه وليس ذلك مما كلف به”

 

وقيل في رد تلك الفرية ” هذه العبارة تدل على تهور في الكذب ووقاحة تامة وفي الحديث “إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت” رواه البخاري” وفي دحض ذلك الإفك وغيره فالجواب على هذه الأقوال كلها أنها على طولها وكثرتها كاذبة خبيثة، فلا تعجبك كثرة الخبيث” وقال الشيخ عثمان الشاوي رحمه الله أحد قضاة الإخوان الذين دخلوا مكة مع خالد بن لؤي في عهد الملك عبدالعزيز رحمهم الله “إنا لم نكفر بالعموم ولا نكفّر إلا من قام الدليل القاطع على كفره بصرفه حق الله لغيره ودعائه والتجائه إلى ما لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن غيره” وممن افترى على الدعوة السلفية متهما أئمتها بأنهم يكفرون بالعموم هم ابن عفالق والقباني وابن سحيم ومحمد القادري وحسن الشطّي والحداد وعثمان بن منصور واللكنهوري والزهاوي.

البعيدون عن حواضر الإسلام

ودحلان والشيعي المعاصر محمد جواد مغنية في قافلة سوء تلقي قالات الزور وتقذف صحائف البهتان وتنفخ في بوق تشويه الدعوة وتخويف العامة منها قول الله تعالي “إن ربك لبالمرصاد” وقوله تعالي ” والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثماً مبينا” وقوله تعالي ” إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كلّ خوان كفور” وقوله تعالي “وإن جندنا لهم الغالبون” وقوله تعالي ” ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز” وقوله تعالي ” وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا” وكان من أوائل أولئك المفترين ابن سحيم وقد رد عليه الإمام في عدة رسائل، وإن تعجب فعجب ترديد بعض القوم في هذا الزمان لمفترياته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى