المقالات

التجسس لحساب الأعداء 

التجسس لحساب الأعداء 

التجسس لحساب الأعداء 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 17 ديسمبر 2024

التجسس لحساب الأعداء

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد إن من أعظم الخيانات هو خيانة حرمة نساء المجاهدين، فالله عز وجل يقتص يوم القيامة من الخائن ليأخذ من حسناته ويستكثر منها ما شاء بل يحرم على المسلم أن يخون الكافر إذا منحه حق الأمان، ويكفي في التنفير من الخيانة أنها من علامات المنافقين، والخيانة من صفات اليهود وسماتهم التي لا تكاد تفارقهم على مدار التاريخ، ولا يسلم من ذلك إلا القليل منهم، فقد حرّف اليهود كلام الله تعالى عن مواضعه، وخانوا الله تعالى فأشركوا به غيره، وأخذ عليهم العهد وهم على الفطرة فخانوا عهده. 

 

وأيضا خانوا أنبياء الله من قبل، وقد أبرموا المعاهدات والمواثيق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهم سرعان ما غدروا وخانوا ومكروا، وقيل الخيانة أن يؤتمن المرء على شيء، فلا يقيم لحرمة الأمانة وزنا كما في روايتي أبي هريرة وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ” إذ أؤتمن خان” وفي التحذير من خيانة الأمانة، قال النبي صلى الله عليه وسلم ” أدي الأمانة غلي من ائتمنك ولا تخن من خانك” وممن يدخل في المطالبة بذلك كل من تحمل أمانة الحكم، أو أمانة المسؤولية، أو أمانة الكلمة، أو أمانة العلم، أو أمانة العمل، فلم يؤدها بإتقان، أو غش فيها، فمن غش أمة الإسلام، فهو داخل في قوله صلى الله عليه وسلم ” من غش فليس مني ” ومن صور الخيانة في القرآن الكريم هو التجسس لحساب الأعداء. 

 

فالتجسس في صدر الأعمال التي يهتم بها المنافقون للكيد للإسلام والمسلمين، والتعاون مع أعداء الله عز وجل على ذلك، ولذا نهى الله تعالى عنها المؤمنين بقوله ” ولا تجسسوا ” وكما أن من صور الخيانة هو إفشاء الأسرار للأعداء، وهذا لون آخر للتجسس، فقد يكون التجسس مهنة وغاية، ولكن هناك من يفشي السر تحت تأثير شيء معين، وضعف لا يلبث أن يزول إذا خالط قلبه نور الإيمان، ومن ذلك قصة أبي لبابة الأنصاري رضي الله عنه عندما حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم يهود بني قريظة بعد أن ظاهروا المشركين عليه في غزوة الأحزاب، ولا شك أن أقصى ما يتمناه العدو من الفرد المسلم هو خيانته لجماعته بإفشاء أسرارها أو التآمر ضدها، وكما أن من صور الخيانة هو الغل من الغنيمة في الغزو.

 

والغلول يكون في الغنيمة قبل تقسيمها، وهي من الكبائر، فإن الخيانة من الأمراض التي أصبحت تنخر في عظام مجتمعاتنا المسلمة، وهي صفة ذميمة في الإسلام الذي دعا إلى مكارم الأخلاق، فالخيانة من “خان يخون” والخائن هو مَن ينقض العهد ويخون الأمانة، كمن وقع عقدا ثم نقضه، أو استؤمن على شيء فسرقه أو ضيعه، والله تعالى لا يحب الخائنين، حيث قال تعالى ” إن الله لا يحب الخائنين” ولا تجتمع الأمانة والخيانة في قلب إنسان لأنهما ضدان ولقوله صلى الله عليه وسلم ” لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب امرئ، ولا يجتمع الكذب والصدق جميعا، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار