المقالات

الدكروري يكتب عن وقوع العداوة والبغضاء

الدكروري يكتب عن وقوع العداوة والبغضاء

الدكروري يكتب عن وقوع العداوة والبغضاء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن وقوع العداوة والبغضاء

إن التعصب سببا عظيما لوقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين، وقال الشيخ ابن القيم رحمه الله تعالى “وإنما كثر الاختلاف وتفاقم أمره بسبب التقليد وأهله، وهم الذين فرقوا الدين، وصيروا أهله شيعا، كل فرقة تنصر متبوعها، وتدعو إليه، وتذم من خالفها، ولا يرون العمل بقولهم حتى كأنهم ملة أخرى، سواهم، يدأبون ويكدحون في الرد عليهم، ويقولون كتبهم وكتبنا، وأئمتهم وأئمتنا، ومذهبهم ومذهبنا، هذا والنبي واحد، والدين واحد، والرب واحد” ولذلك كان لا بد من ترك هذا التعصب، والحوار بالحسنى، والمباحثة في مسائل العلم بصدر متسع، وأن ينشد الجميع صحة الدليل، والفهم السليم، وكذلك فإن الهدية تذهب وحر الصدر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “تهادوا تحابوا ” فلو كان بين إنسان وأخيه شيء فأهدى له هدية.

 

فلا شك أن مثل هذه الهدية كفيلة في الغالب بإذهاب ما أوغل، فهذه من العلاجات الشرعية، وإن بعض الناس لا يفرق صاحب القلب السليم الطيب، وبين الإنسان المغفل الساذج، ويظن أنه عندما يقول فلان قلبه طيب، يعني مغفل وساذج، وأن الدعوى إلى أن يكون الشخص طيب القلب، سليم القلب، يعني أن يكون مغفلا ساذجا كما يقولون على نياته، فما هو الفرق بين المغفل والساذج؟ وبين الإنسان سليم الصدر، طيب القلب، الذي ننشده ونتحدث عنه؟ فقال شيخ الإسلام رحمه الله”القلب السليم المحمود هو الذي يريد الخير لا الشر، وكمال ذلك بأن يعرف الخير والشر، إذن، ليس أن يكون مغفلا أمرا مطلوبا، أن يكون الإنسان مغفل لا يدري عن طرق أعداء الله، ولا يدري عن وسائل المجرمين، فإن المجرمون لهم وسائل في اصطياد الناس للمخدرات وأوكار الرذيلة. 

 

وجر الناس إلى الفساد، ومهم بالذات في هذا الوقت، في هذا الزمان، أن يكون المسلم واعيا، منتبها، فكثير من الناس قد جروا إلى فاحشة، وجروا إلى مسكرات ومخدرات، جروا إلى محرمات بسبب الغفلة والسذاجة، فكان مغفل لا يدري عن طرق أهل الشر، وليس هذا هو سليم الصدر طيب القلب الذي ننشده، نعم ربما يكون حاله في الإثم مختلفا عن حال القاصد الذي يعلم الشر وينجر إليه، ولكن المسلم ينبغي أن يكون نبيها غير مغفل، فقال ابن القيم رحمه الله معقبا على كلام شيخ الإسلام الذي قال فيه “فأما من لا يعرف الشر فذاك نقص فيه، لا يمدح به، عبارة ذهبية، أما من لا يعرف الشر فذاك نقص فيه لا يمدح به فقال ابن القيم الفرق بين سلامة القلب والبله والتغفل، أن يكون أبله مغفل، الفرق بين سلامة القلب وبين أن يكون أبله مغفل. 

 

أن سلامة القلب تكون مع عدم إرادة الشر بعد معرفته، بعد معرفة الشر، فيسلم قلبه من إرادة الشر وقصد الشر، لا من معرفته والعلم به، هذا بخلاف البله والغفلة، فإنها جهل وقلة معرفة، وهذا نقص، لا يحمد به صاحبه، فالأمر كما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” لست بخب ولا يخدعني الخب” وكان عمر أعقل من أن يخدع، وأورع من أن يخدع، فقال عمر “لست بخب، يعني لست بلئيم، ولا مخادع، لست بخب، ولكن في نفس الوقت الذي لست بخب، قال عمر “ولا يخدعني الخب” وكان عمر أعقل من أن يخدع، وأورع من أن يخدع، فهذا الذي نريد، وهو نريد مسلما يعرف طرق الشر، ويعرف أهل الشر، وهو نبيه، حذر، فطن، ولكنه لا يريد شرا بأحد، ولا يخدع أحدا، فإذا وصل المسلم، وصل المسلمون إلى هذا الحد فهذا ما نتمنى. 

الدكروري يكتب عن وقوع العداوة والبغضاء

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار