اخبار

التعلّق بغير الله في زمن الفتن

التعلّق بغير الله في زمن الفتن

 

بقلم: هبة المالكي

مدرس أصول الفقه كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة 

 

في زمن تتغير فيه الوجوه وتتقلب فيه القلوب، وتتعارض فيه المصالح أصبح التعلّق المفرط بالناس أو الأشياء سمة ظاهرة تهدد استقرار النفس وطمأنينة القلب. فكثيرًا ما نرى قلوبًا تربط سعادتها ووجودها بشخصٍ أو مكان أو حتى إنجاز، فإذا غاب أو تغيّر، تهاوى معها بنيانها الداخلي. هنا تتجلّى أهمية منع التعلق بغير الله، لا بوصفه موقفًا دينيًا فحسب، بل كمنهج حياة قائم على التوازن والاعتماد على من لا يزول ولا يتغير.

 

قال الله تعالى:

“ومن يتوكل على الله فهو حسبه” [الطلاق: 3]،

فمن أحب شيئًا غير الله تعالى عُذب به، كما قال ابن القيم – رحمه الله 

فما أوضحها من إشارة: أن من علّق قلبه بغير الله، تركه الله لما تعلّق به، فخاب وضل.

 

وقد سار على ذلك الصحابة الكرام. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال:

“نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلّنا الله.”

كانوا يحبّون ويُخلصون، لكن لا يعبدون القلوب ولا يتذلّلون للعلاقات، لأنهم علموا أن العزة من الله، والطمأنينة لا تنبع إلا من الإيمان الخالص.

 

إن منع التعلق بغير الله لا يعني الانعزال، بل هو تربية راقية للنفس: أن نحب دون أن نعبد، وأن نعطي دون أن نُفني أنفسنا.

 

فلنسأل أنفسنا بصدق: أين قلبي مع الله؟ 

 

فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتزينوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18]، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا”.

التعلّق بغير الله في زمن الفتن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى