
التهديد الأوروبي لإسرائيل مفتاح العودة.. كيف تسترد الأمة كرامتها من براثن الاحتلال؟
بقلم : نبيل أبوالياسين
في البداية نحن الفرصة الذهبية: فكيف تستعيد الأمة كرامتها في غزة؟، إن غزة اليوم ليست مجرد جغرافيا على الخريطة، بل هي رمز للتحدي والصمود، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية والمجازر التي تطال الأبرياء، يجد العرب والمسلمون أنفسهم أمام اختبار تاريخي، المجتمع الدولي، ورغم صمته الطويل، بدأ يستفيق ويشجب هذه الجرائم، ولكن السؤال الأكبر هو: هل ستستجيب الأنظمة العربية والإسلامية لهذه الصحوة المتأخرة؟، وهل ستتمكن من اتخاذ خطوات حاسمة تستعيد من خلالها ثقة شعوبها وتثبت للعالم أن مواقفها ليست مجرد كلام؟.
منذ البداية، كانت غزة تعاني من حصار شامل، يحوّل الحياة هناك إلى جحيم لا يُطاق، ورغم محاولات بعض دول العالم للتغطية على تلك الجرائم، ظلت الأصوات العربية والإسلامية تُطالب بوقف العدوان، ومع مرور الوقت، وتزايد أعداد الشهداء والجرحى، أصبح الوضع أكثر مأساوية، وأصبح العالم أكثر استنكارًا، وإن كان بشكل متأخر، لكن ما نشهده اليوم من تحركات أوروبية ضد إسرائيل قد يكون البداية لتحول حقيقي في المعركة.
وهنا الفت إلى أن النظام الدولي كان يتجاهل المعاناة الفلسطينية لفترة طويلة، لكن مع تغير موازين القوى، بدأ الاتحاد الأوروبي في اتخاذ خطوات غير مسبوقة ضد إسرائيل، فرض عقوبات، وتقديم مطالبات علنية لوقف المجازر، هي إشارات على أن الغرب قد بدأ يراجع مواقفه، وهذا التحول الأوروبي يجب أن يكون بمثابة الدافع للأمة العربية والإسلامية للتحرك بسرعة وفعالية من خلال إجراءات ملموسة، لا أن تظل حبيسة التصريحات والبيانات.
وأُشير إلى أن التحديات التي تواجه الأمة العربية والإسلامية في موقفها تجاه غزة ليست سهلة، العلاقات الدولية والمصالح الاقتصادية قد تعيق اتخاذ قرارات حاسمة، لكن أمام هذه المعركة، يجب أن تكون الكرامة هي المعيار، بينما كانت الدول الغربية، بعد فترة طويلة من الصمت، قد بدأت أخيرًا اتخاذ مواقف قوية ضد الاحتلال الإسرائيلي، فهل ستظل الدول العربية على الهامش؟، على قادتها أن يدركوا أن الشعوب لن تقبل بالاستمرار في سياسة التراخي، والانتظار في ظل استمرار المجازر.
كما أُشير إلى أن الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه مصر في هذه اللحظة لا يُمكن تجاهله، باعتبارها الدولة الأكثر تأثيرًا في العالم العربي، لديها القدرة على توجيه العالم العربي نحو موقف موحد وحاسم، ويجب على مصر أن تقود الدول العربية والإسلامية نحو اتخاذ خطوات جادة، تبدأ بالضغط على إسرائيل لإيقاف الهجمات، وتوفير المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وذلك ليس خيارًا بل واجبًا لا يحتمل التأجيل.
وهنا أؤكد أن ما هو أمامنا الآن ليس مجرد تصعيد دبلوماسي، بل هو لحظة تاريخية لخلق تغيير حقيقي في موقف الأمة تجاه قضاياها، ولم يعد الأمر يتعلق بالكلمات، بل بالأفعال، ونحن أمام فرصة قد لا تتكرر، إذا اتخذت الدول العربية والإسلامية خطوات حاسمة الآن، فإنها ستثبت للعالم أن العزة والكرامة ليست فقط شعارات، بل قيم نعيش من أجلها وندافع عنها بكل ما نملك.
ونطالب الدول العربية والإسلامية، لاسيما قطر والسعودية، بأن تقف خلف جمهورية مصر العربية في قيادة التحرك العربي والإسلامي الموحد، فمصر، باعتبارها صمام الأمان للمنطقة، تملك القدرة على حماية المنطقة واستقرار الشرق الأوسط بأسره، وإن دعمها الكامل في هذه اللحظة التاريخية يضمن تعزيز موقف الأمة ويؤكد قدرتها على مواجهة التحديات، كما أن مصر تمتلك التأثير السياسي والدبلوماسي الذي يمكن أن يقلب موازين القوى ويعيد القضية الفلسطينية إلى مركز اهتمام العالم، ويحقق العدالة لشعب غزة، وكما قالها الرئيس الرئيس “عبدالفتاح السيسي” على الملأ في قمة بغداد، لو تطبعت جميع الدول العربية مع إسرائيل لن يتحقق الآمن والإستقرار للمنطقة إلا بحل الدولتين .
وأختم مقالي وأقولها بكل وضوح إذا كانت أوروبا قد استفاقت متأخرة، فيجب أن تكون الأمة العربية والإسلامية سبّاقة في التفاعل مع هذا التحول، والشعوب تنتظر ردًا حاسمًا، لا مجرد تصريحات ومواقف مترددة، وهذا هو الوقت الذي يجب أن يتحول فيه الغضب إلى أفعال حقيقية وملموسة، ويجب أن تكون هذه الفرصة نقطة انطلاق لتحرك سياسي موحد، يسهم في إنهاء مأساة غزة واستعادة الحقوق الفلسطينية، ولن تنسى الأمة ما يحدث في غزة، ولن تهدأ حتى تعود لها كرامتها.