المقالات

الجنة و فقراء الأمة

جريدة موطنى

 الجنة وفقراء الأمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الملك القدوس العزيز الحكيم، بيده الخير يخلق ما يشاء ويختار وهو بكل شيء عليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله فاللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين أبدا، وعلى آله وصحبه الذين فازوا بالسبق إلى الخيرات ونصرة هذا الدين القَويم، الذي كان من صبره صلى الله عليه وسلم أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان، وروي عن أنس بن مالك رضي الله رضي الله عنه قال ” رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ” تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون” والذي كان من تعاونه صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه” وروي عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته” رواه النسائي والحاكم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين” أما بعد فإن الجنة يدخلها النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم أولا، ثم فقراء المهاجرين، ثم فقراء الإنصار، ثم فقراء الأمة، وأما الأغنياء فيؤخرهم الله تعالى للحساب الذي بينهم وبين الناس، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم. 

” أول من يدخل الجنة من خلق الله، الفقراء المهاجرون الذين تسد بهم الثغور، وتتَقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء” وكما إن ليوم القيامة العلامات الصغرى هي العلامات التي تحدث قبل قيام الساعة بأوقات وأزمان بعيدة، وتكون من الأمور المعتادة والكثيرة، ومنها قبض العلم والتطاول في البنيان وغيرها من العلامات الصغرى، وقسمت العلامات الصغرى إلى علامات ظهرت وانتهت، وعلامات ظهرت وما زال ظهورها مستمرا، وعلامات لم تظهر، وإن من بلغ به الإيمان بلقاء الله حد اليقين اعتبر بما حصل للأمم السابقة من العذاب، كقوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وذلك لعلمه بأن الله من ورائهم محيط، وقد أخذهم علي حالهم لينالوا كمال العقوبة في الآخرة. 

فكان ذلك الآخذ آية مشاهده دالة على لزوم محاسبة الناس على أعمالهم، فيقول الله تعالي ” إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود” وقد كان المشركون من أهل مكة يمرون على ديار من أخذوا بالعذاب كقوم لوط فلا يتأثرون لعدم رجائهم للآخرة فانعدم الخوف من نفوسهم فلم يعتبروا بمرورهم ذلك كما قال الله ” ولقد أتوا علي القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا” ولهذا كان الخوف من لقاء الله مادة كل خير، والأمان من غضب الله مادة كل شر، وكما إن من أسباب دفع العقوبات هو الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر حيث يقول تعالي ” فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون”.

الجنة و فقراء الأمة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار