أخبار ومقالات دينية

الحبيب المصطفى والرسول المجتبى

مدخل موطني

الدكرورى يكتب عن الحبيب المصطفى والرسول المجتبى
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين عظيم العطاء، وصاحب الكرم والجود والسخاء، يصطفي بالفضائل من عباده من يشاء، المعطي لمن اختصه بقضاء حوائج العباد عظيم الجزاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله الموصوف بنبي الرحمة، والمؤنس للفقراء والضعفاء، فاللهم صلي عليه صلاة ذاكية نامية ما دامت الأرض والسماء، الذي يقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه، في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل منك لن ترى قط عيني، وأحسن منك لم تلد النساء، خُلقت مُبرّأ من كل عيب، كأنك قد خُلقت كما تشاء، إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى الذي، بعثه الله جل علا ليخرج الأمة من الوثنية والظلام إلى التوحيد والإسلام.

وينقذ الناس من التناحر والتفرق والآثام، إلى العدل والمحبة والوئام صلى الله عليه وسلم، ولقد كان العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم يعيشون في جاهلية جهلاء، يعيثون في الأرض كالأنعام، يعبدون الأصنام ويستقسمون بالأزلام، يأكلون الميتات ويئدون البنات، ويسطو القوي منهم على الضعيف، ثم أذن الله لليل أن ينجلي، وللصبح أن ينبلج، وللظلمة أن تنقشع، وللنور أن يشعشع، فأرسل الله رسوله الأمين الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، أفضل البرية وأشرف البشرية، فقال تعالى فى سورة التوبة ” لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم” فاختاره الله عز وجل للنبوة واجتباه، وأحبه للرسالة واصطفاه صلى الله عليه وسلم، ما هطلت الأمطار وأورقت الأشجار، وتعاقب الليل والنهار.

وإن من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا، أن نطيعه ونتبع سنته، وننفذ أوامره، ونسلك طريقه، ونقتدي به، فيقول الفضيل بن عياض رحمه الله إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، والصواب أن يكون على السنة، والخالص أن يكون لله، وقرأ قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الكهف ” فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا” ويقول الإمام مالك رحمه الله، السنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فلا بد للمسلم من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل بها والانقياد إليها، والثبات عليها، فقال صلى الله عليه وسلم “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ”

ويقول صلى الله عليه وسلم “هذه سنتي، فمن رغب عن سنتي، فليس مني” فيجب علينا أن نلتزم بحقوقه صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نقرأ سيرته، وأن نتدبر حياته، ونستمع إلى أخباره فإنه صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة لنا في أمورنا كلها، فقال تعالى ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” فاقرؤوا عن حياته ومعاملاته وعباداته وغزواته، وهديه مع أهله وطريقته مع أصحابه، وسلوكه مع أعدائه، وتعرفوا على حياته اليومية، كيف كان يأكل؟ وكيف كيف كان ينام؟ وكيف كان يفعل في أموره كلها؟ فإن سيرته صلى الله عليه وسلم دواء للقلوب وصلاح للعقول، وشفاء للنفوس، وهي التطبيق العملي والتفسير التطبيقي، والنموذج الحي للقرآن الكريم، كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، بأنه كان قرآنا يمشي على الأرض.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار