الرئيسيةقصةالحرامي والسيارة
قصة

الحرامي والسيارة

الحرامي والسيارة

الحرامي والسيارة

الحرامي والسيارة

قصة قصيرة
للشاعر:
نشأت سرحان الحصري

في مساء هادئ، كان صديق يقود سيارته الفارهة متجولا مع رفيقه في شوارع القاهرة، حيث الأضواء تتلألأ فوق المحلات وتزدحم المقاهي بالناس والضحكات. توقف عند أحد المحلات ليقضي بعض الاغراض هو وصديقه

وما ان خرجوا متوجهين الى السيارة حتى فوجئوا بجمع من الناس ينهالون بالضرب على رجل بائس، وقد هشم زجاج احدى السيارات محاولا سرقتها. اقتربوا بخطوات متسارعة، فإذا بالسيارة المنكوبة هي سيارة صاحبه ! عندها اشتعل غضبه، واندفع ليضرب السارق مثلهم، لكن يد صديقه امتدت تمسك بذراعه بقوة.

قال له بهدوء عجيب: “توقف.. ماذا تفعل؟ انظر اليه جيدا، مظهره يدل على انه لم يذق الطعام منذ اسابيع. صدقني، ربما هو مدفوع بالجوع لا بالطمع. اعف عنه.. بل اعطه بعض النقود ايضا.”

نظر صاحب السيارة اليه مندهشا: “أتعقل ما تقول؟ كسر زجاج سيارتي، وحاول سرقتها، ثم تريد مني ان اجازيه بالمال؟”

اقترب صديقه اكثر وهمس في اذنه: “ربما ما تفعله اليوم يكون سببا لهدايته، وربما دعوة صادقة منه تنقذ حياتك يوما.”

سكت صاحب السيارة قليلا، ثم تنفس بعمق، ونظر الى الرجل الملقى بين ايدي الناس. اشفق عليه، وامرهم بتركه، ثم اخرج مبلغا من المال ودفعه اليه قائلا: “خذ، وادع الله ان يفتح لك باب الرزق الحلال.”

ارسل الرجل دمعة حارة فوق وجنتيه، وتمتم بدعاء صادق. أما صاحب السيارة فابتسم ابتسامة خفيفة، وقد شعر ان قلبه صار اكثر صفاء.

السفير الاتحادي
الشاعر نشأت سرحان الحصري

الحرامي والسيارة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *