الحكايه والرساله
تحكيها د ابتسام عمر
مشهد عايشته وأنا صغيرة ولا أستطيع نسيانه ملابس تُقطع ووسادة تُقطع وسيدة تبكى وتصرخ وهى تقطع هذه الملابس وتلك الوساده وسيده أخرى تحاول تهدئتها ولكنها لا تزال تصرخ وتبكى وداخل نفس الحجره سيدات كثيرة وأحاديث جانبيه كثيرة ” اصلها أم البنات ” ” هوه كان عايزولد” “أصله طلق إتنين لنفس السبب خلفة البنات” “خلفتها كلها بنات” وداخل هذه الغرفه أيضاً أطفال يمرحون ويلعبون ولكنى لم امرح ولا ألعب استوقفنى البكاء والصريخ والملابس المقطعة هنا وهناك وأنا لا أفهم ما يحدث لماذا كل هذا العويل والصراخ ؟
وفى الخارج فرح وزغاريد وعريس وعروسه ومظاهر فرح وبهجه وأيضاً أحاديث جانبية “دى ال هتجبله الولد ” هى متعلمه وبتشتغل” “أصله خلفته كلها بنات ونفسه فى الولد” واستمر الفرح فى الخارج والبهجه وأنا لم أكن أفهم ما الذى يحدث؟
وتمر الايام والسنين وهذا المشهد فى ذاكرتى ولكن هذا المشهد تغير الان فالعروس لم تنجب الولد ولكن انجبت بنات ثلاث بنات والسيده التى كانت تبكى اصبحت كبيرة الان وبناتها تزوجوا واصبحت تعيش مع العروس ولاحظت انهم تأقلموا مع بعض واتفقوا وأصبحوا أصدقاء يعيشوا فى بيت واحد ومع نفس الزوج لأن العروس هى من ساعدت الزوجه القديمه فى زواج بناتها وساعدتها فى حياتها والزوج أصبح كبير وهرم وضعفت قواه ومن يقوم بخدمته هم البنات ” ما خلفت البنات كويسه أهى” “.
والمغزى والرسالة من هذة القصة الحقيقيه هى الرضا بما قسمه الله لنا
أنّ الرضا بقسمة الله، وقضائه الواقع عليه واجبٌ شرعاً، وعليه أن يصبر لحكم الله تعالى، وينظر في حكمته، ويستيقن أنّ الله سبحانه ما وضع شيئاً غير موضعٍ؛ إلّا وله حكمةٌ من وراء ذلك، وأنّ المؤمن مهما أصابه من مكروهٍ لا يحبّه ويرجوه فعليه أن يدرك دائماً أنّ الصبر مفتاح التيسير، وأنّه يجلب له الخير الكثير، ولا يستعجل حكمة الله من وراء هذا البلاء، فقد يكون من وراء هذا البلاء منحةً عظيمةً للعبد وهو لا يدري، أو وأجراً عظيماً قد ترتّب له جرّاء صبره ورضاه
السعادة الحقيقية التي يشعر بها المرء تنبع من قلبه، ورضاه بما لديه، فكلما زاد رضا الإنسان زادت سعادته، وتحققت أمنياته، فالأمنيات تُحقق لمن يرضى
اللهمَّ إنّي أسألك نفساً بك مطمئنةً تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك”. “اللهمَّ ارزقنا الرضا والقناعة بما قسمت لنا واجعلنا من الشاكرين لنعمك علينا”. “اللهمَّ إنّي أسألك الرضا بالقضاء والقدر، وبرد العيش بعد الموت، ولذّة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرةٍ ولا فتنةٍ مضلةٍ”
د/ إبتسام عمر
الحكايه والرساله