المقالات

الدكروري يكتب عن إن الله قد بعث طالوت ملكا

الدكروري يكتب عن إن الله قد بعث طالوت ملكا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن إن الله قد بعث طالوت ملكا

عندما أمرت بني إسرائيل بالقتال، فقالوا ” وما لنا ألا نقاتل فى سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا” أى أي شيء يمنعنا من القتال وقد ألجأنا إليه، بأن أخرجنا من أوطاننا وسبيت ذرارينا، فهذا موجب لكوننا نقاتل ولو لم يكتب علينا، فكيف مع أنه فرض علينا وقد حصل ما حصل، ولهذا لما لم تكن نياتهم حسنة ولم يقوى توكلهم على ربهم “فلما كتب عليهم القتال تولوا” فجبنوا عن قتال الأعداء وضعفوا عن المصادمة، وزال ما كانوا عزموا عليه، واستولى على أكثرهم الخور والجبن “إلا قليلا منهم” فعصمهم الله وثبتهم وقوى قلوبهم فالتزموا أمر الله ووطنوا أنفسهم على مقارعة أعدائه، فحازوا شرف الدنيا والآخرة، وأما أكثرهم فظلموا أنفسهم وتركوا أمر الله، فلهذا قال ” والله عليم بالظالمين، وقال لهم نبيهم” 

 

وذلك مجيبا لطلبهم ” إن الله قد بعث طالوت ملكا” فكان هذا تعيينا من الله الواجب عليهم فيه القبول والانقياد وترك الاعتراض، ولكن أبوا إلا أن يعترضوا، فقالوا ” أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال” أي كيف يكون ملكا وهو دوننا في الشرف والنسب ونحن أحق بالملك منه، ومع هذا فهو فقير ليس عنده ما يقوم به الملك من الأموال، وهذا بناء منهم على ظن فاسد، وهو أن الملك ونحوه من الولايات مستلزم لشرف النسب وكثرة المال، ولم يعلموا أن الصفات الحقيقية التي توجب التقديم مقدمة عليها، فلهذا قال لهم نبيهم “إن الله اصطفاه عليكم” فلزمكم الانقياد لذلك ” وزاده بسطة فى العلم والجسم” أى فضله عليكم بالعلم والجسم، أى بقوة الرأي والجسم اللذين بهما تتم أمور الملك.

 

لأنه إذا تم رأيه وقوي على تنفيذ ما يقتضيه الرأي المصيب، حصل بذلك الكمال، ومتى فاته واحد من الأمرين اختل عليه الأمر، فلو كان قوي البدن مع ضعف الرأي، حصل في الملك خرق وقهر ومخالفة للمشروع، قوة على غير حكمة، ولو كان عالما بالأمور وليس له قوة على تنفيذها لم يفده الرأي الذي لا ينفذه شيئا “والله واسع” فهو تعالى الفضل كثير الكرم، لا يخص برحمته وبره العام أحدا عن أحد، ولا شريفا عن وضيع، ولكنه مع ذلك ” عليم” بمن يستحق الفضل فيضعه فيه، فأزال بهذا الكلام ما في قلوبهم من كل ريب وشك وشبهة لتبيينه أن أسباب الملك متوفرة فيه، وأن فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، ليس له راد، ولا لإحسانه صاد، ثم ذكر لهم نبيهم أيضا آية حسية يشاهدونها وهي إتيان التابوت الذي قد فقدوه زمانا طويلا.

 

وفي ذلك التابوت سكينة تسكن بها قلوبهم، وتطمئن لها خواطرهم، وفيه بقية مما ترك آل موسى وآل هارون، فأتت به الملائكة حاملة له وهم يرونه عيان، وأما عن الملك شاؤول أو الملك طالوت، كما ورد في القرآن الكريم بسورة البقرة، كان هو أول ملك لبني إسرائيل وهو أحد شخصيات العهد القديم، وهو من سبط بنيامين بن يعقوب عليهما السلام، وقد اختاره النبي صموئيل بأمر من الله تعالى بعد أن طلب منه بنو إسرائيل ملكا يقودهم في الحرب وانتقدت بنو إسرائيل اختيار النبى صموئيل لطالوت لأنه لم يكن ثريا، وقد وبخ النبى صموئيل بني إسرائيل، وقاد طالوت بني إسرائيل إلى الانتصار على جيش جالوت الذي قتل على يد نبي الله داوود عليه السلام. 

الدكروري يكتب عن إن الله قد بعث طالوت ملكا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار