
الخروج من مثلث الرعب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق البشر وأمر بطاعته كما أخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم العلن والمخبر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله ربه إلى الأسود والأحمر، صلى الله وسلم عليه ما بزغ نجم وظهر وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المستقر أما بعد ذكرت المصادر التاريخية حول دول العالم الكثير عن مثلث الشر أو مثلث الشيطان، أو مثلث برموده، ويقول خفر السواحل الأمريكيون أن حوالي مائة وعشرون سفينة تختفي سنويا من دون أن تخلف أثرا، وهذه الإختفاءات الغامضة هي السبب في بقاء مثلث برمودة لغزا حيا حتى اليوم، وعن هذه الإختفاءات كتب الكاتب والباحث العلمي الأمريكي ريتشارد واينر قائلا نحن لا نعرف كوكبنا حق معرفة، ونحن نعرف الكثير عن القمر وعن المريخ.
أكثر من المعلومات التي نعرفها عن كوكبنا، فهناك ثمة خلل ما في الأسفل هناك، وهو خلل لا يمكن تفسيره، وهناك أمر ما يجري في الأجواء العميقة في أماكن أعمق بكثير لتلك البحار، وهناك شئ غامض في الأسفل شيئا لا يمكن تفسيره، والله وحده هو من يعلم سر هذا الشيء الغامض، وتتردد بعض القصص عن هذه السفن، منها وجود حيوانات بحرية عملاقة أو أطباقا طائرة أو ثورات فى المحيط أو دوامات إبتلعت السفن ، ولكن مع كل هذا التباين مازالت الإختفاءات مستمرة ، وقد وجدت قصص الإختفاء والإنحراف عن المسار الزمني ودوران إبرة البوصة وحفر المحيط التي تبتلع السفن صداها حول العالم، ولا يجد العلماء تفسيرا لرجال يختفون ولا يطفو شيء أثر الحادث ولا حتى سترة نجاة واحدة وهذا الأمر لا يخلف إلا الأسئلة المحيرة.
أما الذين تمكنوا من الخروج من “مثلث الرعب” فتطاردهم الذكريات التي لا يصدقها سوي قليلين، ولقد ظلت الأسرار المدفونة فى المثلث المائي ومخبأة إلى أن وقع أشهر حادث إختفاء في الخامس من ديسمبر عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعون ميلادي، وهو الإختفاء الذي إستحال على العالم حله، وهو ما حدث بعد مضي ستة أشهر على الحرب العالمية الثانية، عندما غادر أفراد الرحلة الروتينية الأربعة عشر محطة “فورت لودردايل” للملاحة الجوية لتقييم رحلتهم التقيمية الأخيرة فوق المياه، وكان المسئول عن هذه الرحلة هو الطيار الملازم “تشارلز تايلور” حيث كانت تقتضي الرحلة الإتجاه شرقا نحو “الباهاما” ثم العودة خلال ساعتين ونصف، وسجلت تسجيلات الراديو خلال هذه الرحلة ما حدث بين الطيارين، فيقول دايفيد وايت معلم طيران.
في قاعدة “فورت لودردايل” الجوية والذي شهد أحداث الرحلة المفقودة التي صارت رمزا لغموض مثلث برمودا، وكان كثيرا ما يطير في نفس خط السير وبنفس نوع الطائرات التي إختفت كانت هذه الطائرات تقلع يوميا، وكانت هذه الرحلة ضمن ثلاث أو أربع رحلات وكانت بسيطة وخالية من المشاكل، ولكن حدث شئ فظيع فى الرحلة التاسعة عشر بعد أن أضلت الطريق بعد تسعين دقيقة من بدئها، وعلق وايت على الأمر قائلا، كون طيار بخبرة تايلور يضل طريقة فوق “الباهاما” فهذا شئ نادر، ولا أذكر حدوث ذلك من قبل، وطبقا للنسخ المطبوعة الرسمية التي إعتمدت على تسجيلات الرحلة قبل إختفائها، أبلغ الطيار تيلور باللاسلكي بأن بوصلاته معطلة، وإعتقد أنه قاد الرحلة التاسعة عشر بعيدا عن خط السير المفترض، والشئ الغير واضح.
هو إن باقي طيارون السرب كانوا يرون أنهم فى الطريق الصحيح ولكنهم لم يعترضوا، هذا الأمر عجز الخبراء عن تفسيره، واللغز الأكبر هو لماذا لم يستطع أحد رؤية الرحلة التاسعة عشر في الرادار، وأيا كان السبب، فقد سُمع صوت “تيلور” عبر تشويش رسائل اللاسلكي المتقطعة الذي أشار لبقية الطائرات أنه فقد المسار الصحيح ، وفى الساعة الخامسة والثلث مساء، ومع غياب ضوء النهار وعجز الطائرات عن وجود اليابسة أمامهم ، سُمع “تايلور” وهو يعد أعضاء الرحلة التاسعة عشر للهبوط في المحيط ، وبحلول الساعة السابعة مساءا مع الطقس الرديء والظلام الحالك فوق المحيط، سمع صوت طيار آخر بالرحلة التاسعة عشر وهو “جوزف بوسي” يقول رسالة موجزة يمكن سماعها بوضوح ينادي القائد تايلور وكانت هذه الرسالة القصيرة.
هي آخر شيء سمعه أحد من الرحلة الغامضة قبل إختفائها، وفى الصباح الباكر إنضم “دايفيد وايت” لأكبر عملية إنقاذ في تاريخ البحرية، والغريب أن البحرية لم تفقد أفراد طاقم الرحلة فقط ، ولكنها فقدت أيضا طائرة بحث ضخمة ذهبت للبحث عن تلك القاذفات كانت تحمل ثلاثة عشر رجلا، ويبدو أنها تبخرت في الهواء بعد حدوث بريق في السماء تاركة فقط بقعة زيت على وجه المحيط، وبإستمرار البحث المكثف لم يتمكنوا من وجود أي أثر لحطام من أي نوع، حيث كانوا يتوقعون وجود أي دليل عن ما حدث بالماء حتى ولو سترة نجاه، وبعد أربع أيام ألغيت عملية البحث وتم تسجيل أسماء سبعة وعشرين جنديا بشكل رسمي على أنهم فقدوا فى الماء، ولكن لا يتأكدون من أن ذلك قد حدث بالفعل في ظل عدم وجود أي دليل.
الخروج من مثلث الرعب