مقالات

الخشوع وحضور القلب في الصلاة 

الخشوع وحضور القلب في الصلاة 

الخشوع وحضور القلب في الصلاة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد أيها المسلم إن الصلاة ليست بإكراه بل هي صلة ومحبة، وشتان بين صلاة المكره وصلاة المحب، فالصلاة ليست بغرامة ولا ضريبة، بل هي أمانة ينظر إليك صاحبها سبحانه كل يوم خمس مرات فيشهد لك بالوفاء والصدق والإخلاص فيثيبك بأعظم الجزاء، كما قال الله سبحانه وتعالي” والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون” 

 

فإن عمود الدين وركنه الركين هو الصلاة، فهي قرة عيون الموحدين وراحة نفوس المؤمنين، وأن الصلاة تكون راحة نفوسنا وربيع قلوبنا بتحقيق أربع مراتب، فالمرتبةُ الأولى وهي المحافظة عليها جماعة في بيوت الله، وتعلق القلب بها، والمرتبة الثانية وهي إحسان الصلاة وإتمام أركانها وواجباتها، والمرتبة الثالثة وهي المبادرة والتبكير إليها، والمرتبة الرابعة وهي الخشوع وحضور القلب، ولقد جاءت النصوص الشرعية بالحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة، كما قال الله تعالى “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم” وكما قال الله تعالى “فاستبقوا الخيرات” وكما قال الله تعالى ” يسارعون في الخيرات” ألا وإن من أعظم هذه الخيرات الحضور إلى المساجد لأداء الصلاة، فإنه دليل على تعظيم القلب للصلاة وتعلقِه ببيوت الله، وتقديمه طاعة مولاه على هواه ودنياه. 

 

كما قال الله سبحانه ” في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ” وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم صحابته وأمته على التبكير للصلوات، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ” وقال الإمام النووي التهجير وهو التبكير إلى الصلاة، أي صلاة كانت، ولو تأملنا في الفوائد والثمرات المترتبة على التبكير للصلوات، لرأينا عظيم فضل الله تعالي على عباده الصالحين، الذين لبوا نداءه ونهضوا إلى الصلاة مبادرين، فمن فوائد التبكير للصلوات هو أن المبكر للصلاة يكون عند الله تعالي في صلاة ما انتظر الصلاة. 

 

وأن الملائكة تصلي عليه وتستغفر له ما دام في مصلاه، وأنه بتعلق قلبه بالمساجد، يكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وأنه يدرك سنة المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار، وأنه يتمكن من قول دعاء دخول المسجد نظرا لسعة الوقت، وكما أن فوائد التبكير للصلوات هو تحصيل الصف الأول، وتحصيل ميمنة الصف والدنو من الإمام، وإدارك صلاة النافلة بين الأذان والإقامة، والدعاء بين الأذان والإقامة، وإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، وقد جاء عند الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان، براءة من النار، وبراءة من النفاق ” وكما أن فوائد التبكير للصلوات هو التأمين مع الإمام بعد الفاتحة وقد جاء في الصحيحين أن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، وأن التبكير يعين على الخشوع في الصلاة.

الخشوع وحضور القلب في الصلاة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى