الخطر يدق هاتفك.. المخدرات الإلكترونية إدمان يؤثر علي عمل الدماغ وتفاعلاته الكيميائية والعصبية
الخطر يدق هاتفك.. المخدرات الإلكترونية إدمان يؤثر علي عمل الدماغ وتفاعلاته الكيميائية والعصبية 
كتب عمرو الريدي
لم يقتصر استخدام المخدرات على الحقن في الوريد أو المضغة أو الاستنشاق أو التدخين ، بل تطور الفكرة الإنساني ليحول نظم تعاطي المخدرات إلى تعاط إلكتروني فيحدث ذات التأثير الذي تحدثه المخدرات التقليدية على عمل الدماغ وتفاعلاته الكيميائية ، وبنفس الصنف المخدر الذي يرغب فيه المتعاطي.
المخدرات الإلكترونية نوع جديد مستحدث من الجرائم الالكترونية، يعتمد فيها المجرمون على صنع مجموعة من التطبيقات والبرامج يؤدي سماعها إلى نوع من التخدير، وإذا كانت المخدرات من اخطر الجرائم على الاطلاق كونها تساهم في ارتكاب جرائم أخرى وتسعي الدول بكل الطرق الى منع دخولها أو المتاجرة فيها وترصد لها اشد العقوبات، فيكمن للقارئ الكريم أن يتصور كيف تزداد خطورتها اذا اصبحت ذي طبيعة الكترونية عابرة للحدود الزمانية والمكانية، حيث تصبح متاحة للجميع وربما بشكل مجاني، والأصعب من ذلك كله صعوبة اثباتها والقبض على مرتكبيها.
ويمكن تعريف المخدرات الالكترونية «Digital drugs» أو «binaural beats»
هى مقاطع موسيقية ذات ترددات صوتية غير مماثلة فما يتم الاستماع إليها فى الأذن اليمنى يختلف عن الأذن اليسرى بعدد قليل من موجات التردد، ويقوم الدماغ بدمج الإشارتين، بإنتاج موجة تردد ثالثة تحدث تغييرات فى نشاط الموجات الدماغية.
ويسبب الاستماع للمخدرات الالكترونية إلى الشعور برجفة بالجسم وتشنجات، وتؤثر على الحالة النفسية والجسدية، وتؤدى إلى انعزال المدمنين عليها عن العالم الخارجي. ويتطلب العلاج من هذا الإدمان، بالتركيز على الحالة النفسية للشخص المدمن.
ورغـم أن المخـدرات الإلكترونيـة ليـست تقليديـة مـن حيـث جوهرهـا ومكوناتهـا وشـكلها
وطرق تعاطيها؛ حيث يـتم فيهـا تحويـل المـادة المخـدرة والمـؤثرة عـلى النـواحي العقليـة مـن شكلها المادي أو السائل، أو الغازي إلى شكل جديد، من خلال تحميلهـا في أوعيـة الكترونيـة رقميــة عــلى شــكل أســطوانات أو ملفــات، بحيــث يــشكل الملــف أو الأســطوانة الجرعــة
المخـدرة، فتعطـى نفـس تـأثير المخـدرات التقليديـة عـلى عمـل الـدماغ وتفاعلاتـه الكيميائيـة والعصبية، والتي تكون دافعا في كثير من الحالات إلى تعاطى المخدرات التقليدية.
لقد استخدمت المخدرات الرقمية كأداة لمحاربة الشعوب العربية، بالذات من خلال نوع معين من الأغانى المفخخة، إن جاز التعبير، بخاصة بعد تصدى هذه الشعوب للمخدرات الأخرى كالهيروين والأفيون والكوكايين ومحاولة حماية مواطنيها من هذه الأخطار التى تدمر أهم ما فى هذه الأمم وهم ثروتها البشرية من الشباب، وذلك بهدف جعل هذه الشعوب فى بحث دائم ولعقود طويلة عن كيفية التصدى لكل ما يدمر عقول الشباب، وقد اعتمد مروجو هذه الأغانى على حقيقة اندماج الشباب وخصوصا فى مرحلة المراهقة وبحث الشباب الدائم عن وسائل الترفيه وإثبات الذات من خلال البحث عن الأغانى والنغمات المختلفة على كل المواقع فى ظل التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم الآن.
وقد استخدمت المخدرات الرقمية فى فترة السبعينيات من القرن الماضى فى مستشفيات الطب النفسى والصحة النفسية الأمريكية بحد أقصى جلستين لمرضى الاكتئاب، وذلك لقلة تكلفة هذه الموسيقى مقارنة بالأدوية التى يمكن حقن المريض بها لتحفيز العقل لفرز هرمون السعادة والاسترخاء، كما استخدمت هذه الأداة أيضا فى الحرب العالمية الثانية لتعذيب السجناء حيث يتم تغطية عين السجين وطرح نوع من الموسيقى الرقمية بترددات مختلفة مما يؤثر على النشاط الكهربى للمخ وقد يسبب الوفاة إذ أنها تصدم نصفى المخ فى نفس التوقيت.
وعن أخطر أنواع المخدرات الالكترونية تضيف هناك «الأسطورة البللورية» وهى نوع من النغمات الهادئة التى تسبب الهلوسة، وهناك «الموجة العالية»: وهى نوع من النغمات الصاخبة التى تؤدى إلى تحفيز لجميع خلايا الجسم والعقل وتعمل على تحفيز العقل بصورة تزيد من نشاط الفرد بطريقة مذهلة.
وختاما يجب تفعيل الرقابة الأسرية على الأطفال والمراهقين وتقنين استخدام وسائل التكنولوجيا في الموضوعات المفيدة، وتكاتف كل مؤسسات الدولة المعنية، ووسائل الإعلام لمحاربة هذا الخطر، وتوعية الأفراد بخطورته، وتوفير طرق العلاج والوقاية، وتبنى منظمات المجتمع المدني لمبادرات شغل وقت فراغ الشباب بأعمال مفيدة لهم وللمجتمع.
الخطر يدق هاتفك.. المخدرات الإلكترونية إدمان يؤثر علي عمل الدماغ وتفاعلاته الكيميائية والعصبية
