الدباسة
قصة قصيرة
تثاقلت خطواتة وهو يصعد درج سلم
عملة و تراقبة عيون زملائة مودعة و
شامتة فها هو يكمل سن المعاش و
ويكمل الصعود الي مكتبة غير منتبهة
الي العيون فهو شارد في أربعين عاما
من التفاني والإخلاص و يعيش
راضي ما قسمة الرزاق لة
ودخل مكتبة ليلملم اغراضة ولا
يقوي علي منع دمعة تسعي بإستماتة
للخروج و مابين أغراضة نظر إليها
دباسة الورق العتيقة
تلك التي أعانتة في تسيير أمور
المساكين والمتعفيين الذين تعبوا
من مبتزي الفقراء لتخليص
أوراقهم للحصول علي أبسط حقوقهم
وهو ثابت شريف لا يقبل السحت هنا
لمس الدباسة التي لملمت أوراق
الفقراء وساعدتة في تحقيق أحلامهم
بضغطة منها دون أن يفتح درج مكتبه
ويقبل رشوة مثل البعض الذين أثروا
فقط بفتح أدراج مكتبهم و قبولهم
رشوة ليس لها تعريف آخر عندي وقتها
تذكر أولادة الذين تعب في تربيتهم
ماذا يفعل معهم والعالم كلة يعاني
كيف يؤمن مستقبلهم في أيامنا
المهلكة وهو زهور ربيتهم ولكن
مكافأة نهاية الخدمة عدم و
مبلغ لا يقارن بمن أفني عمره لعملة
هل يبني لهم بيتا في قريه بعيدة
ليلم شملهم وأسرهم حين يتزوجوا
هل يعطي لهم المال ليرضيهم
و نظر الي الدباسة الورقية العتيقة
بلوم وسألها بضغطة منك
كنت تستحوذين علي دعوات المساكين
و أنت عهدتي عمر كامل ولم تفرجي
عني همي و دارت بة الدنيا
و جلس وحط راحتة عليها
وأغمض عينية و غفي لثوان
و إستفاق و إبتسم ولمم أغراضة
و أمسك الدباسة الورقية و قبلها
فقد ذكرتة في غفوتة بوفاءة
و إنة أخلص و ربي و أطعم جوف
أولادة بملعقة من ياقوت
و عرقه وهو عائد من عمله
مسك و عنبر
و أن الدباسة العتيقة ذكرتة بالسر
الحلال
بقلم
محي الدين محمود حافظ