المقالات

الدعوة إلى التخلق بالحياء 

الدعوة إلى التخلق بالحياء 

الدعوة إلى التخلق بالحياء 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 20 ديسمبر 2024

الدعوة إلى التخلق بالحياء

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد، إن الحياء خلق من أخلاق الكرام وسمة من سمات أهل المروءة والشرف وعنوان الفضل والعقل، من حُرمه حرم الخير كله، ومن تحلى به ظفر بالعزة والكرامة ونال الخير أجمع، وقد إختلفت عبارات العلماء في تعريف الحياء وبيان معناه، فقال الزمخشري هو تغيّر وإنكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم، وقال الراغب الحياء انقباض النفس من القبيح، وقيل هو خلق يبعث على فعل الحسن وترك القبيح. 

 

ومن هنا فلا بد من تصحيح العبارة التي تروج على الألسن وهي مقولة “لا حياء في الدين” بعبارة أدق وأصح فنقول ” لا حياء في تعلم الدين” فالحياء المذموم هو الذي يمنع صاحبه من تعلم دينه، من النصح لغيره، من قول الحق، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو في الحقيقة ليس حياء وإنما هو خجل، والله تعالى يقول ” والله لا يستحي من الحق ” والحياء هو الخلق الذي يحمل على ترك القبيح من الصفات والأفعال والأقوال، ويمنع من التقصير في حق الله المتفضل المنعم سبحانه، والدعوة إلى التخلق بالحياء وملازمته إنما هي دعوة إلى الإمتناع عن كل معصية وشر، والإقبال على كل فضيلة وخير، وقال الفضيل بن عياض رحمه الله “من علامات الشقوة. 

 

هو القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الأمل” وقال الإمام ابن حبان رحمه الله ” فالواجب على العاقل لزوم الحياء، لأنه أصل العقل، وبذر الخير، وتركه أصل الجهل، وبذر الشر” وعن ثوبان عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال “لأعلمن أقواما من أمتي، يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا، قال ثوبان يا رسول الله، صفهم لنا، جلهم لنا ألاّ نكون منهم ونحن لا نعلم، قال ” أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها” رواه ابن ماجه، وإن من أعظم صور الحياء هو الحياء من الله تعالي، فعن سعيد بن بزيد الأزدي قال للنبي صلي الله عليه وسلم أوصني.

 

 

قال ” أُوصيك أن تستحيي من الله عز وجل كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك” اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك وأيده بتأييدك واجعل عمله في رضاك، اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم افضح بطانة السوء الخائنة لديه، يا رب العالمين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أعلنا وما أسررنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار