قصة

الدقنجي

جريدة موطنى

الدقنجي

قصة قصيرة

بقلم م محمود عبد الفضيل 

جلس وحيد علي شاطئ الكورنيش شارد الذهن مشتت الأفكار هل يقذف نفسه في النيل حتى يستريح من مشاكله المادية التي يعاني منها فهو لم يدفع الإيجار منذ شهرين واستغني عنه صاحب محل الملابس الذي كان يعمل به منذ فترة تخفيض للنفقات بعد حاله الكساد التي تمر بها البلاد نتيجة غلاء الأسعار وقلة دخل السواد الأعظم من الزبائن حيث أصبح هم الجميع توفير الأكل

أولا بعيدا عن رفاهية الملبس. اقترب منه شخصان من أصحاب اللحى الطويلة والجلابيب القصيرة وبدا في الحديث معه عن عذاب النار نظر إليهما في يأس قائلا وهل بعد كل هذا العذاب مصيبة إني أخشى النار ضحك الرجلان وسمعا منه معاناته مع الفقر المدقع وظروفه الصعبة من عدم وجود دخل له وديونه التي لا يستطيع سدادها واختتم حديثه معهم بمقولة لا تنصح بطن خاوية. عرض عليه الرجلان أن يسددا ديونه البسيطة ودعمه بمبلغ شهري يساعده على متطلبات الحياة بشرط أن يطلق لحيته وأن تلتزم زوجته بالزي الشرعي فرح وحيد بهذا العرض اليسير ودس رجل منهما بعض الأموال في جيب وحيد مع قصاصه صغيرة بها رقم موبايل

طار وحيد إلى منزله يزف البشرى لزوجته

حنان التي وافقت على العرض عندما رأت الورقة فئة المائتان جنيه الجديدة وسألته في تعجب آمال القديمة كان شكلها إيه؟ 

بدا وحيد في إطلاق لحيته وارتدت زوجته الزي الشرعي واتصلا بالشيخ محب الذي رحب بهما وأمد وحيد بصندوق لتلميع الأحذية كبداية وخطوه للعمل وقال له تعرف ان الذهب الاسود مش البترول الدهب الاسود هو الورنيش وحدد له احد الإماكن بجوار احد المساجد الكبرى كمكان للعمل واعطاه عده جلاليب قصيره وسواك وزجاجه مسك وبعض الكتب البسيطة لقرائتها. طلب وحيد منه عجله حتى يستطيع الذهاب بها إلى المسجد للعمل نظرا لبعد محل إقامته عن المسجد

وافق محب ووعده أن العجلة ستكون غدا في حوزته ضاحكا أن كلنا جربنا كل العجل إلا عجله الإنتاج. استقرت الأحوال مع وحيد ماديا وأصبح يطلق عليه في المنطقة الشيخ وحيد ونال بهيئته الجديدة احترام أهالي المنطقة الشعبية التي يسكن فيها وأصبح له رأي معتبر وفتاوى خاصة ينتقد فيها دور الأزهر ويعارض فتاوى مفتي الجمهورية ويدلي بدلوه في فوائد البنوك و خلافه من الامور التي تشغل العامه . كان دخل وحيد يتزايد يوما بعد يوم من عمله في تلميع الأحذية والمرتب الشهري الذي كان يعتبره بدل ولاء للجماعة وبعض الصدقات وانضم إلى كشوف مستحقي الزكاة كما كان في الأعياد يحصل على مساعدات عينية ففي رمضان كان من أوائل مستحقي شنطه رمضان وفي عيد الأضحى يصله كيلوات اللحوم من كل صوب وحدب. وصل نشاط وحيد إلى اللواء حسن عصفور وقام باستدعائه وعرض عليه نقل كل ما يدور في المسجد من أنشطه واتفاقيات وخطب ووجوه جديدة تنضم للجماعة في مقابل شقه في المساكن الجديدة ووظيفة عامل نظافة تبع مجلس المدينة وعضوية لجنة الزكاة بأحد المساجد الكبرى في منطقه راقية مع وعد بتعيينه في خدمات الحجاج هذا العام.

وافق وحيد على الفور وأصبح يجمع بين مساعدات الجماعة ودعم اللواء حسن عصفور. وأصبح ينقل جميع أخبار المسجد عن طريق الصور والتسجيلات عبر الوات آب. أحس وحيد أنه أصبح ذات سلطه بتعرفه على اللواء حسن عصفور وقرر أن يستكمل الصورة التي تم وضعه بها وقرر الزواج مرة أخرى حينها اعترضت حنان علي زواجه الثاني وهددته بالطلاق في حال اتخاذه تلك الخطوة. ولكن وحيد استمر في محاولاته المستميتة للزواج من أحد السيدات الجميلات من الأرامل اللاتي يترددن على لجنة الزكاة حتى استقر على سيده تدعي إيناس لديها شقه وتاخد معاش والدها ولكنها عضو نشط في جميع كشوف الزكاة في أكثر من مسجد.

علمت حنان بشروع وحيد بالزواج من ايناس. اتصلت بالشيخ محب تنبهه بعلاقة وحيد باللواء حسن عصفور صعق محب من هول المفاجأة وذهب برجاله بعد أن صلى بهم العصر جماعة إلى وحيد الذي كان في نهاية عمله في كنس الشارع. امسك به أحدهم وطرحه على الأرض وقامه بضربه بالعصا على قدميه لمدة طويلة كعقاب لخيانته لهم

وقامت بسحب العجلة منه وتركوه ملقي في الشارع يتألم ويبكي لأنه فقد دخل لا بأس به من الأموال كانت تضخ له دون مجهود. 

استدعاه اللواء حسن عصفور في المساء ووبخه علي كشف أمره بهذه السرعة

وقال له مشوفش وش أمك هنا تاني

عاد وحيد إلى منزله ليلا يحكي لحنان أحداث ذلك اليوم الغريب ومابه من أحداث

فسرت له ذلك بالحسد الذي أصابهما من أهل المنطقة نتيجة تحسن أحوالهما المادية

او انها لعنه الورقة التي كانت ترسل لهما وبها بعض الاحلام مطلوب منهما ان يكتباها ١٠٠ مره وتوزيعها علي ١٠٠ شخص وكنا نسخر منها 

نظر لها في استنكار وهي تشيح بوجهه الجهه الاخري وتكتم ضحكتها

وفي نفسها تردد قال يتجوز تاني قال

تمت

الدقنجي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار