المقالاتشريط الاخبار

الدكروري يكتب عن أثر رحمة الله في قلوب العباد

الدكروري يكتب عن أثر رحمة الله في قلوب العباد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن كل ما نراه في الأرض من تواد وتحاب، وتعاطف وتآلف، وتعاون وتراحم إنما هو أثر من رحمة الله التي أودع جزءا منها في قلوب الخلائق، فأرق الناسِ قلبا أوفرهم نصيبا من هذه الرحمة، وأرهفهم إحساسا بحاجات الضعفاء والعاجزين، وأسمعهم إلى أنات الفقراء والمعوزين، وأسرعهم إلى مساعدة اليتامى والبائسين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال صلى الله عليه وسلم “امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين” وفي رواية أخرى أن رجلا جاءه يشكو قسوة قلبه، فقال له ” أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلين قلبك، وتدرك حاجتك” ومن الرحمة المطلوبة الرفق بالحيوان.

فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يحد شفرته وقد أضجع شاته، فقال له منكرا عليه ” أتريد أن تميتها موتتين؟ هلا أحددت شفرتَك قبل أن تضجعها” وروي أن رجلا قال يا رسول الله، إني لأَرحم الشاة أن أذبحها، فقال “إن رحمتها رحمك الله” ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رجلا يسحب شاة برجلها ليذبحها، فقال له “ويلك قدها إلى الموت قودا جميلا” وليس من الرحمة أن نقسو على الحيوان، أو نستهين بآلامه، أو نجيعه، أو نحمله ما لا يطيق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من لقي الله بهن دخل الجنة من أي باب شاء من حسن خلقه وخشي الله في المغيب و المحضر وترك المراء وإن كان محقا” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة و بيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا ولمن حسن خلقه” وقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا، فأما المؤمن فيحجزه إيمانه وأما المشرك فيقمعه كفره‏ ولكن أتخوف عليكم منافقا عليم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من تعلم علما ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو يصرف به الناس إلى نفسه يقول أنا رئيسكم فليتبوأ مقعده من النار إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها فمن دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة “

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيما رجل آتاه الله علما فكتمه وهو يعلمه لقي الله عز و جل يوم القيامة ملجما بلجام من نار ” وهكذا فإن دين الإسلام هو دين التكافل والترابط ودين التراحم والتعاطف، دين يحث على الألفة والاجتماع، وينهى عن الفرقة والاختلاف وكما أن من سماحة الإسلام أن كفل لليتيم حقه، وحث على كفالته، ورتب أجورا عظيمة لذلك، واليتيم هو الصغير الذي فقد أباه قبل البلوغ والرشد، فيكون محروما من نفقة والده عليه ورعايته وتربيته له وعطفه عليه، لذلك بيّن الإسلام حقوق اليتيم، وحث على الإحسان إليه، وليس في اليتم عيب أو مذمة، فكم من يتيم فاق غيره وبلغ مبلغا رفيعا، فمنهم علماء ملأوا الدنيا علما ، ولقد حفظ الإسلام لليتيم حقوقه المالية وجعل أكل مال اليتيم بغير حق من أكبر الكبائر.

ويل لمن أكل مال يتيم ويل له، وإن سألتم عن مكان اليتيم في القران، فلقد تعرض القرآن الكريم له في اثنين وعشرين آية، وهذا من تعظيم مكانة وحرمة اليتيم الذي اصبح في كافلة الأمة فها هو القران الكريم يحثهم حثا على رعايته وحسن مصاحبته فيها، لنرى فضل الكريم على كل يتيم وإن رعاية اليتيم وحسن تعهده وصية الله تعالى لجميع الأمم وليس مقصورا على أمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه و سلم لان اليتيم هو قضية كل عصر و زمان .

الدكروري يكتب عن أثر رحمة الله في قلوب العباد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار