الدكروري يكتب عن أعظم المنكرات بين الزوجين
الدكروري يكتب عن أعظم المنكرات بين الزوجين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن هناك أمور يجب الحرص عليها بين الأزواج وهو أن لا يفشي الزوج سر زوجته وأن لا يذكر عيبا فيها إذ هو الأمين عليها والمطالب برعايتها، وأعظم المنكرات نشر ما يدور بينهما حال الجماع ونحوه، لقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين “إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها” و في رواية يقول “ثم يكشف أحدهما سر صاحبه” ومما يروى أن رجلا كان يريد طلاق زوجته فسأله بعض الناس ” لماذا تريد طلاقها ؟ ” فقال الرجل “إن العاقل لا يهتك ستر بيته” فلما طلقها وتزوجت قالوا له “لماذا طلقتها؟” فقال”مالي ولامرأة غيري، وكما يجب علي الزوج إكرام أهلها فيجب على الرجل أن يأذن لزوجته بزيارة أهلها بين الحين و الحين حتى لو كان هو على خلاف معهم.
وأن زاروها في بيته أن يحسن استقبالهم وأن يبتسم في وجوههم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم صدائق زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها حتى بعد موتها فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها قط، ولكن كان يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول “إنها كانت وكان لي منها ولد” متفق عليه، فيا أيها الزوج، هي أمانة عندك، وقد سلمها لك ذلك الرجل الذي وضعت يدك في يده ذات يوم، فعليك أن تصون الأمانه وراقبها جيدا دون تشديد وإحراج ودون إسراف، واتبع الحكمة والموعظة الحسنة لتقويمها.
ولا تنسي أنها خلقت من ضلعك وخلقت لك، ولم تُخلق لسواك، فلا تضيع أمانة سيسألك الله عنها يوما، وإعلم انها هي ليست جارية، فلا تجعل نفسك سيدا مالكا لها، بل كن أميرا يتربع على عرش قلبها، إن ألجمها خُلقها عن التجاوز معك، فلتلجمك شهامة الرجال عن الاستقواء على رعيتك فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، وقد قالها النبي صلي الله عليه وسلم فهل كنت مسؤولا بمعنى الكلمة عليها، أم أن نزواتك أنستك مَن يجلس ينتظرك بكل الحب والخوف والاهتمام والوفاء، وأردتك في مركب لا ساحل له ولا مَرسى. فإنها بين يديك وفي بيتك فإنها زوجة تسكن بيتك، وتصون عرضك، وهي ابنة لرجل وامرأة يقطنان عالمك نفسه، لكنها ابتعدت عنهما، وامتثلت لأمر خالقها، ومكثت حيث أنت لتهتم بك وتسعدك.
فهل مكثت حيث هي لتسعدها، وتمتثل لأمر ربك وتختارها وحدها، ولا تسكن في قلبك سواها، وهناك أيضا الثقة بالنفس وذلك بأن يشعر الشاب أنه قادر على أن يرقى بنفسه إلى درجات الكمال البشري، أما الكمال المطلق فلا يمكن أن يصل إليه البشر إطلاقا، فالذي لايثق بنفسه لا يمكن أن يصنع شيئا، ولا يمكن أن يرتفع بها أو يرتقي بها ولابد مع الثقة بالنفس من مقت النفس بجانب الله عز وجل حتى تتجنب طرفي الإفراط والتفريط، فالثقة بالنفس تعني أن يعلم الإنسان أنه قادر على أن يفعل هذا الشيء، وأن يتحمل المسؤولية حين تقع عليه، لكن ذلك لا يعني أن يصاب بغرور وإعجاب، بل ينبغي أن يعلم أنه مقصر وأنه مذنب وأنه مخطئ، وحين أجمع بين الأمرين سيدفعني ذلك إلى بذل الجهد والمشاركة الدعوية
ليكون في ذلك تكفيرا لذنبي، ورفعة لدرجاتي عند الله عز وجل، ولنفترض بأن إنسان أعطاه الله عز وجل فصاحة وبلاغة أيمنعه هذا من أن يخطب بالناس وأن يذكرهم بكتاب الله وسنة النبي صلي الله عليه وسلم، وإن كان يشعر بأنه يرتكب المعاصي والذنوب، وقد أعطاه الله عز وجل موهبة في التأثير على الآخرين وقدرة في التعامل مع الناس وكسبهم، فهل يمنعه شعورة بالتقصير من استثمار هذه الموهبة وهي دعوة الناس والتأثير عليهم، وهكذا أيا كانت هذه الموهبة ألا يدعو ذلك إلى أن يستغلها في طاعة الله على كل حال؟