الدكروري يكتب عن أعظم وصف للنبي من أم معبد
الدكروري يكتب عن أعظم وصف للنبي من أم معبد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كانت السيدة أم معبد من أعظم واصفات النبي صلي الله عليه وسلم فعندما مر عليها النبي صلي الله عليه وسلم وهو في رحلتة إلي الهجرة، فلبثت قليلا حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا، مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب في البيت؟ قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لي يا أم معبد، فقالت أم معبد “رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، مبتلج، أي “مشرق” الوجه حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، أي “ضخامة البطن” ولم تزر به صعلة، أي “لم يشنه صغر الرأس” وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف أي “طويل شعر الأجفان” وفي صوته صحل أي “رخيم الصوت”
أحور أكحل، أرج أقرن شديد سواد الشعر، في عنقه سطح أي “ارتفاع وطول” وفي لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، وكأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق فصل لا نذر ولا هذر أي “لا عي فيه ولا ثرثرة في كلامه” أجهر الناس وأجملهم من بعيد، وأحلاهم وأحسنهم من قريب، ربعة أي “وسط مابين الطول والقصر” لا تشنؤه، أي “تبغضه” من طول ولا تقتحمه عين، أي “تحتقره” من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا له رفقاء يخصون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود، أي “يسرع أصحابه في طاعته” محشود، أي “يحتشد الناس حوله” لا عابث ولا منفذ، أي “غير مخزف في الكلام”
فهذا وصف امرأة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مر بها عليه الصلاة والسلام عابرا يستقي منها الماء واللبن، لمحته عينيها فجاشت لزوجها عند رجوعه آخر النهار بهذه الكلمات التي يعجز كثير من بني الإنسان عن فهمها، فضلا عن قول مثلها لو رأي الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن المرأة عبرت بما أحست ولمست من كمال جماله، وحسن مظهره، وبهجة طلعته صلى الله عليه وسلم، فقال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، فأتت أم معبد المدينة بعد ذلك بما شاء الله ومعها ابن صغير قد بلغ السعي فمر بالمدينة على مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكلم الناس على المنبر.
فانطلق إلى أمه يشتد فقال لها يا أمتاه إني رأيت اليوم الرجل المبارك فقالت له يا بني ويحك هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأسلمت أم معبد وعاشت أم معبد بعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم إلى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان الصحابة يقدرونها ويعرفون لها فضلها.
الدكروري يكتب عن أعظم وصف للنبي من أم معبد