المقالات

الدكروري يكتب عن إنه لمن أهل الجنة

الدكروري يكتب عن إنه لمن أهل الجنة

بقلم/ محمـــد الدكــــروري

 

قيل أن رجل دخل الجنة وما ركع لله ركعة، فهذا هو الصحابي عمرو بن ثابت بن عبد الأشهل الأنصاري، وأمّه هي بنت اليمان أخت الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان، وكان يلقب أصيرم، واستشهد بغزوة أحد، وكان قبل إسلامه يمنعه من الإسلام أن له مالا من الربا، يخشى إن أسلم أن يضيع عليه هذا المال وخاف إن أسلم يضيع عليه فلما كانت غزوة أحد، قذف الله في قلبه الإسلام وجاء يسأل عن بني عمه وعن أناس من قومه، فقيل له إنهم خرجوا لقتال المشركين بأحد، فخرج للجهاد فرآه بعض المسلمين فقالوا له إبتعد عنا، فقال لهم إني آمنت ثم قاتل حتى أثبتته جراحه وأشرف على الموت فحملوه إلى قومه بني عبد الأشهل فسألوه عن سبب مجيئه أهو دفاعا عن قومه أم غضب لله ورسوله ؟ 

 

فقال بل غضب لله ورسوله، ثم مات شهيدا، ولم يصلي لله صلاة واحدة، ثم ذكروا أمره للنبي صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة قائلا “إنه لمن أهل الجنة” وقال الحسن رضى الله عنه إن الشهداء أحياء عند الله تعالى، تعرض أرزاقهم على أرواحهم، فيصل إليهم الروح والفرح كما تعرض النار على آل فرعون غدوة وعشية فيصل إليهم الوجع، ولقد كانت أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلك كما روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ولوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل” فإنه الشوق للجنة، ذلك الذي جعل الصحابي خيثمة وابنه سعد رضي الله عنهما يتنافسان على الخروج إلى الجهاد في غزوة بدر، فقال خيثمة لابنه سعد إنه لا بد لأحدنا أن يقيم فآثرني بالخروج وأقم مع نسائك. 

 

فأبى سعد، وقال لو كان غير الجنة آثرتك به، إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا فاستهما فخرج سهم سعد فخرج فقتل ببدر، وقد ربح هذه البيعة الصحابي الجليل حارثة بن سراقة رضي الله عنه، وكان قتل يوم بدر وقد أتت أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء؟ فقال صلى الله عليه وسلم “يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى” رواه البخارى، وقيل إن في الجنة مائة درجة أعدها الله تعالى للمجاهدين في سبيله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، ومن راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

” رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان” رواه مسلم، وعندما تتعلق قلوبنا بالدنيا ومتاعها، وعندما نركن للدنيا حبا في الحياة وكراهية للموت، فإن الدنيا لا تساوي شيئا أمام الجهاد في سبيل الله، والاستشهاد في سبيله، قال صلى الله عليه وسلم “رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها” رواه البخارى، وإن الشهيد قد استعلى على محبوباته، وتغلب على شهواته، واسترخص الحياة في نيل شرف الشهادة في سبيل الله، وكذلك الشوق للشهادة فقد دعا الصحابي ابن أم مكتوم رضي الله عنه وهو ضرير أعمى لا يبصر أن يقول أي رب، أنزل عذري فأنزلت فى كتابك. 

 

كما جاء فى سورة النساء ” لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم” فله عذر بعدم الجهاد، لكن هل جلس بعد ذلك في بيته، أو ركن إلى الدنيا ومتاعها، كلا بل كان يغزو ويقول ادفعوا إليّ اللواء فإني أعمى لا أستطيع أن أفر، وأقيموني بين الصفين، فإن المسلم لا يحزن عندما يرى كثرة أعداد الشهداء، فقد اختارهم الله واصطفاهم للشهادة، لكن المحزن أن يقف العالم متفرجا على مشاهد القتل والتدمير، والمحزن أن الرافضة أخزاهم الله يصرحون بدعمهم بالرجال والمال ولا زالت دول مسلمة كثيرة مترددة أو صامتة، والمحزن انشغال شباب أهل السنة والجماعة بترهات وتفاهات لا تستحق عليها أمة الإسلام النصر.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار