المقالات

الدكروري يكتب عن الأخلاق الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروي

إن الأخلاق الإسلامية فهي مجموعة من القيم والمبادئ والآداب التي يجب أن يتحلى بها الإنسان وحث عليها الإسلام، وهي صفة يتميز بها كل شخص عن غيره، وعبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، وإن من أبرزمكارم الأخلاق التي وجب التحلي بها هى القناعة، والرضى، والبر، والإحسان، والصدق، والأمانة، والصبر، والحلم، والأناة، والشجاعة، والتحمل، والتروي، والكرم، والاعتدال والإيثار، والعدل، والحياء، والشكر، وحفظ اللسان والجسد، والشورى، والوفاء، والعفة، والتواضع، والعزة، والقوة، والتعاون، والتسامح، وفعل الخير، والبعد الشر، والمساعدة، والنية الحسنة، وكف الأذى عن الناس، وطاعة الوالدين، ونشر المحبة، والستر حفظ السر، والمحافظة على الدين، والصلاة، والتقرب إلى الله، والبعد عن النميمة والغيبة وشتم الناس.

وإنه يمكن تبين أهمية الأخلاق في الإسلام من عدة أمور، منها أن جعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الغاية من بِعثته الدعوة للأخلاق، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قال “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب أهمية الخُلق، بالرغم من أنه ليس أهم شيء بُعث النبي صلى الله عليه وسلم من أجله فالعقيدة أهم منه، والعبادة أهم منه، ولكن هذا أسلوب نبوي لبيان أهمية الشيء، وإن كان غيره أهم منه، فإن قال قائل ما وجه أهمية الخُلق حتى يقدم على العقيدة والعبادة؟ فالجواب هو إن الخُلق هو أبرز ما يراه الناس، ويدركونه من سائر أعمال الإسلام فالناس لا يرون عقيدة الشخص لأن محلها القلب، كما لا يرون كل عباداته، لكنهم يرون أخلاقه، ويتعاملون معه من خلالها لذا فإنهم سيقيِّمون دينه بِناء على تعامله.

فيحكمون على صحته من عدمه عن طريق خُلقه وسلوكه، لا عن طريق دعواه وقوله، وقد حدثنا التاريخ أن الشرق الأقصى ممثلا اليوم في إندونسيا والملايو والفلبين وماليزيا، لم يعتنق أهلها الإسلام بفصاحة الدعاة، ولا بسيف الغزاة، بل بأخلاقِ التجار وسلوكهم، من أهل حضرموت وعمان وذلك لما تعاملوا معهم بالصدق والأمانة والعدل والسماحة، وإن مما يؤسف له اليوم أن الوسيلةَ التي جذبت كثيرا من الناس إلى الإسلام، هي نفسها التي غدت تصرف الناس عنه وذلك لما فسدت الأخلاق والسلوك، فرأى الناس تباينا بل تناقضا بين الادعاء والواقع، وكذلك من أهمية الأخلاق هو تعظيم الإسلام لحسن الخلق لم يعد الإسلام الخلق سلوكا مجردا، بل عده عبادة يؤجر عليها الإنسان، ومجالا للتنافس بين العباد، فقد جعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

أساس الخيرية والتفاضل يوم القيامة، فقال ” إن أحبكم إلي، وأقربكم مني في الآخرة مجلسا، أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا الثَرثارون المتفيهقون المتشدقون وكذلك جعل أجر حسن الخُلق ثقيلا في الميزان، بل لا شيء أثقل منه، فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “ما من شيء أثقل في الميزان من حُسن الخُلق” وتعتبر الأخلاق هي الضامن الوحيد لاستمرارية الحياة على سطح الكرة الأرضية بسلام ومودة ومحبة، وهي الضامن أيضا لاستمرار النهضة، فانعدامها يعني الدمار والخيبة والخسران، ليس على الإنسان فقط، بل تنعكس آثارها السلبية على المجتمع، بل تؤدي إلى تضرر جميع المخلوقات والكائنات وأشكال الحياة أيضا، وهي عملية تراكمية بامتياز، متنوعة مصادرها.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار