المقالات

الدكروري يكتب عن الأخلاق والعادات والتقاليد والأعراف

بقلم / محمـــد الدكـــروي

إنه قد يستمد الناس أخلاقهم من العادات والتقاليد والأعراف المتبعة، وقد يقوم الدين أخلاق الناس، من خلال إضافة الأخلاق الحميدة، ومحو الأخلاق السيئة التي نشؤوا عليها، لهذا فالأديان ضرورية جدا للنواحي الأخلاقية، إضافة إلى وظيفتها الرئيسية الأخرى، والمتمحورة حول تعريف الناس بخالقهم وربهم المعبود، وكذلك فإن التفاوت الأخلاقي بين الناس موجود، نظرا لاختلاف البيئات التى ترعرعوا فيها، ونظرا أيضا لاختلاف أهميتها عند الناس، فبعض الناس يضربون بها عرض الحائط، ويعتبرونها معيقا للطموح والتقدم والنجاح، فهم بذلك يدوسون على إنسانيتهم وعلى من حولهم، حتى يستطيعوا الوصول إلى أهدافهم وغاياتهم الدنيئة الرخيصة، والتي ستسبب لهم ولمن حولهم الهلاك والخسران، ولطالما عانت الحضارات والبشرية والدول والشعوب.

من انعدام الأخلاق عند ساستها وقائديها، ومن يتولون أمورها ويديرونها، فقد أدى ذلك إلى طحن العديد من البشر برحى الموت، وآخرها ومن أكبرها ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، من دمار وخراب اجتاح العالم أجمع، وقضى بسببه ملايين الناس والبشر، كما تتنوع الأخلاق لتشمل العديد من الشمائل، مثل الصدق، والأمانة، وحب الغير، والحرص على الناس، وعلى أموالهم، وحيواتهم، وممتلكاتهم، وأعراضهم، كما تشمل أيضا الابتعاد عن الغيبة والكلام الفاحش، والإخلاص في العمل، والنزاهة، ومكارم الأخلاق قطعا لا يمكن عدها ولا إحصاؤها، ولكن أعظم البشر أخلاقا على الإطلاق هم الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام فهم حازوا عليها وجمعوا الأخلاق الحسنة وابتعدوا عن الأخلاق السيئة، يليهم المتدينون بصدق والعارفون بالله.

وأصحاب الأرواح العظيمة، حتى لو كانوا غير متدينين، والسبب في اجتماع الأخلاق الحميدة مع التدين الصادق والعميق، هو أن المتدين يسعى للوصول إلى الكمال المطلق، وكلما ارتقى أكثر في تدينه ومعرفته بالله كلما عظمت أخلاقه، لهذا كله فالرسل الكرام هم أعظم البشر أخلاقا، لأنهم أعرف الناس بالله، وإن الأخلاق العظيمة سبب في محبة الله للعبد، وإذا أحبك الله وفقك وسددك وأعانك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا” رواه الحاكم والطبرانى وإن أخطر شيء على أخلاق الناس هو هذه الدنيا بمتاعها ومغرياتها، بزخارفها وشهواتها مِن النساء والبنين، وإن الغلو في حب الدنيا هو رأس كل خطيئة، والتنافس عليها أساس كل بلية، وإن من أجل متاع الدنيا يبيع الأخ أخاه، ويقتل الابن أباه، ومن أجلها يخون الناس الأمانات وينكثون العهود.

ومن أجلها يجحد الناس الحقوق وينسون الواجبات، ولكن الكل مشتاق إلى الجنة، بل الكل يطمح إلى أعالي الجنان، لأن الجنة درجات، فمن أراد قصرا في أعلى الجنة فليحسن خلقه، فلقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه” رواه أبو داود والطبراني والبهقي وحسنه الألباني، فإن أكثر ما يدخل الناس الجنة شيئان اثنان مهمان، تقوى الله وحسن الخلق، فتقوى الله وحسن الخلق سببان رئيسيان لدخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال “سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال صلى الله عليه وسلم ” تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار.

فقال صلى الله عليه وسلم الفم والفرج” رواه الترمذي وأحمد وابن حبان وحسنه الألباني، وإن ما يوفق لهذه الأخلاق وهذه الخصال الحميدة إلا الذين صبروا نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحب الله تعالى.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار