شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن الأخلاق وفتنة الجاهلية المعاصرة

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الأخلاق وفتنة الجاهلية المعاصرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فإن الكثرة الكاثرة من جماهير الأمة الإسلامية يجذبها ضغط الجاهلية المعاصرة إلى الأرض، وتقف أمام واقع الأمة الإسلامية مستسلمة له، كما لو كان لا سبيل إلى تغييره أو زحزحته أو التمرد عليه، وانقلب معنى الصبر في نفوس هذه الجماهير من الصبر على مواجهة التحديات، ومقارعة الشر، إلى الصبر على المرض، والجهل، والفقر، والظلم، والهزيمة، والتخلف، وانقلب معنى الزهد، من زهد الأغنياء والأقوياء بالثروة والجاه في سبيل الله، فصار عجز الفقراء والقاعدين عن العمل والراضين بالضعف والهوان، وانقلب معنى التوكل من الثبات بعد استكمال الاستعداد والتخطيط فصار تبريرا للارتجالية والفوضى وعدم الإعداد.

ولذلك فإنه لم يعد يكفي أن نطلق الصيحات الخطابية في الكتب، والمجلات والصحف والندوات، وفوق المنابر عودوا إلى الإسلام، عودوا إلى الإسلام، وإنما لا بد أن نمتلك منهاجا تربويا شاملا يسد الثغور على فتنة الجاهلية المعاصرة، ونستطيع من خلاله إعادة صياغة الفرد المسلم بما يتفق وأهداف الإسلام، ويُلبي حاجات الأمة الإسلامية، ولا شك أنه لا بد من معالم يصاغ من خلالها ذلك المنهاج التربوي الشامل الذي يعين الأمة على الرشاد والترشيد، ويجعلها محاطة بسياج تربوي متين يحفظ عليها تماسكها، ويحميها من الانهيار مهما تغيرت الظروف والأحوال، وإن من حسن الخلق تهذيب الألفاظ وحسن المعاشرة ولطف المعشر والبعد عن السفه ومجانبة ما لا يليق ولا يجمل.

ولا يسمع لصاحبه في المجالس عيبة ولا تحفظ له زلة ولا سقطة، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما “القصد والتؤدة وحسن السمت جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة” وإن ذو الأخلاق الفاضلة تجده وقورا رزينا، ذا سكينة وتؤدة، عفيفا نزيها لا جافيا ولا لعانا، لا صخّابا ولا صياحا، لا عجولا ولا فاحشا، يقابل تصرفات الناس نحوه بما هو أحسن وأفضل وأقرب منها إلى البر والتقوى، وأشبه بما يُحمد ويرضى، وإن من أعظم أنواع الخلق الحسن، هو خلق الحياء في الأقوال والأفعال، ولقد كثرت الفتن في هذا الزمان، وأصبح المسلم يرى الفتن بكرة وعشيا، وحلّ من البلايا والمحن والنوازل والخطوب الجسام الشيء الكثير، وما ذاك إلا بسبب ما آل إليه حال المسلمين من ضياع وتشتت، وبُعدهم عن منهج الإسلام.

وتفشي المنكرات بينهم، فتسلطت عليهم الأمم الكافرة، واستباحت بيضتهم، وإن أول ما يعتصم به من الفتن هو كتاب الله عز وجل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد إلا بالاعتصام بهما، ومن تمسك بهما أنجاه الله تعالى، ومن دعا إليهما هُدى إلى صراط مستقيم، فإن الأخلاق هي مجموعة من العادات والسلوكيات والتصرفات والأقوال والأفعال التي تنبع من ذات الإنسان وضميره وقناعته فالخير والشر داخله في صراع دائم، فمتى غلب خيره شره أصبح صاحب خُلق عظيم، وإن جزء من الأخلاق تكتسب بالتربية الصالحة والاعتياد على سلوك الأوائل من ذوي الأخلاق الحميدة، وهذا الجزء يقع على عاتق كل ولي أمر من الوالدين والمدرسة والمعلمين والمجتمع.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار