المقالات

التربية العميقة الهادئة

جريده موطني

التربية العميقة الهادئة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

التربية العميقة الهادئة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فإنه لا تستطيع الأمة الإسلامية حمل رسالتها للعالم، وإخراج من شاء الله من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ولا تستطيع ذلك إلا برجال من رجالها يبلغون دعوة الله تعالي، ويؤدون أمانته، ويقاتلون بمن أطاعهم من عصاهم حتى يأتي الله عز وجل بالفتح أو أمر من عنده؟ ولا شك أن السبيل إلى بناء هذا الصنف من الرجال وإحياء الأمة هو التربية العميقة الهادئة التي تصل بها قضايا الإسلام إلى القلوب، فتستعلي بأصحابها على الشهوات والأهواء، وتكون حركتهم طبقا لمراد الله، فيصمدون في وجه كل قوى الباطل تستهدف الإسلام وأمة الإسلام، ولكي تصل التربية الإسلامية إلى أهدافها من تربية الفرد وإحياء الأمة.

 

لا بد لها من منهاج تربوي شامل يسد الثغور على فتنة الجاهلية، فيرابط على ثغر التوحيد ويدفع عنه شرك الأموات وشرك الأحياء، ويرابط على ثغر القيم فيفصل الأمة عن القيم الجاهلية، ويصلها بالقيم الإسلامية، ويرابط على ثغر الأخلاق فيقوم بالإعداد الأخلاقي الذي يضمن اجتياح الإسلام للجاهلية في كل الأرض، فذلك الإجتياح الذي كان سبيله الأول ولا يزال التربية الشاملة وإحياء الربانية، فما أحوجنا اليوم إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته ونحن نرى قطيعة الرحم وضعف البر والصلة، وانعدام النصيحة وانتزاع الرحمة والحب والتآلف بين كثير من الأبناء والآباء والجيران، والإخوة وبين أفراد المجتمع الواحد، فما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام عندما نرى فى الشوارع والطرقات الكاسيات العاريات.

 

ونرى الملابس الضيقه والملابس الشفافة التى تظهر مفاتن النساء فما أحوجنا إلى أخلاق الإسلام وتوجيهاته لتستقيم أمورنا وتنصلح أحوالنا وتضبط تصرفاتنا ويحسن أسلامنا ويكتمل إيماننا، فلا ينفع إيمان أو يُقبل عمل أو ترفع عبادة بدون أخلاق تحكم السلوك وتوجه التصرفات، ولقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، في أحاديث كثيرة، ومفصلة، عن ملاحم وفتن آخر الزمان، والمعارك الفاصلة الكبرى، التي ستكون بين يدي الساعة، فقد أخبرنا بها صلى الله عليه وسلم، حتى ينبهنا من غفلتنا، ويوقظنا من رقدتنا، ويحثنا على الاحتياط لأنفسنا، ولكي نراجع هذه النصوص الشرعية فنجد السبيل للخروج مما نحن فيه من أزمات وفتن يرقق بعضها بعضا، وما تبع ذلك إلا من غربة للدين.

 

والبعد عن كتاب الله تعالى وسنة نبية صلى الله عليه وسلم، وكثرة البدع والمضلين، والانهماك في أمر المعاش، والإعراض عن المعاد، وإيثار العاجلة على الآجلة، ويجب علينا أن نعلم ان من أفضل الأخلاق وأجملها هو الإيثار وستر العيوب وإبداء المعروف والتبسم عند اللقاء، والإصغاء عند الحديث، والإفساح للآخرين في المجالس، ونشر السلام وإفشاؤه ومصافحة الرجال عند اللقاء، والمكافأة على الإحسان بأحسن منه، وإبرار قسم المسلم والإعراض عما لا يعني وعن جهل الجاهل بحلم وحكمة، وهكذا كل تصرف طيب يجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا.التربية العميقة الهادئة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار