المقالات

الدكروري يكتب عن

الإنسان وعبادة الله وتعمير الأرض

الدكروري يكتب عن الإنسان وعبادة الله وتعمير الأرض

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد خلق الله تعالي الإنسان لأداء دوره في عبادة الله وتعمير الأرض، وهو ما يعد أساس الحضارة في الإسلام، وكذلك فإن النظرية المعرفية التي تحدد النموذج الفكري في الإسلام تختلف تماما عن النموذج الغربي الذي ترك العالم الغيبي واهتم بالعلاقة بين المادة والعقل، والدين في الإسلام يمثل منهجا وأحد أسس التفكير العقلي عند المسلمين، وهو يجمع بين جميع المؤمنين بالإسلام في كافة أنحاء العالم، ما يعيطه ميزة أكثر شمولية من الأفكار الغربية المختلفة، على الرغم من أن الإيمان في الإسلام يبدأ بالقلب، إلا أن تمثيل ذلك الإيمان لا يكون إلا بالفعل الصالح والذي هو إعمار الأرض ونشر تعاليم الإسلام السمحة، والأخلاق في الإسلام تمثّل حجر الزاوية في بناء المجتمع. 

 

وهي على العكس من النموذج الغربي، حيث نشأت من الوحي القرآني والتعاليم النبوية وليست محض نسبية، ولقد كانت الزيادة المطردة في أعداد السياح في شتاء كل سنة من مختلف أقطار العالم إلى مصر باعثا للكثير من الباحثين للولوج إلى عمق هذه الحضارة، ليتعرفوا على أهمية هذا القطر ومعالمه وتأثيره على التاريخ البشري، حيث لا يخفى على أحد أن العالم الغربي مدين لحضارة النيل بكثير من علومه وآدابه، كيف لا والحضـارة المصرية تجمعت فيها السيادة الحربية والقوة العسكرية علاوة على الإنتاج المادي المدني الكبير، ويرجع تطور المدنية الحديثة إلى الحضارة التي نشأت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط الشرقية قبل ستة آلاف عام، والتي امتدت من المحيط الأطلسي. 

 

إلى الأراضي الصحراوية، شمال إفريقيا، وإلى الخليج الذي كان متصلا بالبحر الأحمر، ثم إلى الشمال في القارة الآسيوية، حيث اخترق هذا الإقليم الشاسع واديان عظيمان متجهان شمالا وجنوبا، أولها وادي دجلة والفرات هو في القارة الآسيوية، والآخر وادي النيل في إفريقيا، وقد بنى الإنسان المصري في هذا الإقليم الكبيرحضارته الموغلة في القدم، ولقد قامت الحضارة المصرية القديمة وازدهرت، وكان التفاعل الرئيسي الذي أنجز هذه الحضارة هو تفاعل الإنسان المُجد مع البيئة المليئة بالثروة، واستمرار هذا التفاعل على المدى الطويل والذي بدأ قصته في العصر الحجري على الأرجح ولم ينقطع حتى اليوم هو السمة الأبرز لهذه الحضارة، وإن من أهم العوامل التي مكنت هذه الحضارة من القيام. 

 

هو الموقع الجغرافي والحدود الطبيعية تقع مصر جغرافيا في قلب العالم القديم، وتطل على بحرين كبيرين هما البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وهي تمثل ملتقى المشرق والمغرب وهما أفريقيا وآسيا، مما سهل لها طرق الاتصال بالثقافات المختلفة، والتأثر، والتأثير في الحضارات التي نشأت على هذه القارات، كما أنها تحتمي بدرع طبيعي مكون من، الصحراء الشرقية والغربية، وكانت تمتاز هذه الصحاري بأنها قاحلة شديدة الجفاف، حيث لم يكن يستطيع الغزاة أن يقطعوا هذه الحدود إلا بصعوبة ومشقة، وكذلك فقد احتوى الجزء الجنوبي من الوادي على كتل صخرية هائلة مما ساعد المصريين القدماء على بناء المعابد والقصور.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار