المقالات

الدكروري يكتب عن التكافل الاجتماعي

الدكروري يكتب عن التكافل الاجتماعي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة للناس في المواساة فيما بينهم، فكان صلى الله عليه وسلم شاعرا بمعاناة المسلمين، يعيشها معهم بكل جوارحه، ولم يكن محجوبا عنهم متعاليا عليهم، كان يجوع إذا جاعوا، ويأكل إذا أكلوا، بل قد يأكلون ولا يأكل كل ذلك ليعلم الأمة أهمية أن يشعر بعضهم بهموم بعض، وأن يساعد بعضهم بعضا، فاتقوا الله وتعاونوا وتآزروا وتناصحوا، ولا يقل كل واحد منا نفسي نفسي لأنه لا غنى لمسلم عن إخوانه، فإن التكافل الاجتماعي نحن مأمورون بإحيائه والعمل به، لإرضاء ربنا عز وجل وما يترتب على هذا من ثواب عظيم في الدنيا والآخرة، وثانيا لحفظ أنفسنا وإخواننا ومجتمعاتنا من التمزق وانتشار الرذائل والجرائم، والناظر في الانحرافات والجرائم المنتشرة في المجتمع يرى أن العامل الأساسي المشترك بينها هو غياب التكافل الاجتماعي.

وغياب إحساس المسلمين بعضهم ببعض، فإن المؤمن يبكي ويتحسر عندما يرى من هو مشرد جائع ومحتاج ضائع وبائس فقير، وإن المسلم لا يشبع وأخوه جائع، ولا يرتاح وأخوه يعاني الفاقة والشدة والحاجة، وكيف نفرح وبين أظهرنا فقراء محاويج؟ فإن كثير من الناس في ضل هذا الصراع المرير والوضع المتردي ليس عندهم ماياكلون، فبيوتهم خاويه، ليس بها زاد إلا رحمة رب العباد، وكم من أرمله مغمومة مهمومة، يتلوى صغارها، ويتقطع خمارها، ولكن هيهات أن تجد مغاثها إلا من الرحمن الرحيم، ونحن متفرجون ولها مكذبون، نظن حالهم أعلى من حالنا، والله أعلم بما تخفي وتكن من فقرها، وتلك نبذها أهلها ومعها أبناؤها وصغارها فمن يعلوهم، ويقوم بحقهم ويعطيهم الزاد والطعام حسبناوحسبهم الله ونعم الوكيل.

فهل يهنأ لكم عيش وتفرحون ومن حولكم يتجرعون غصص الجوع؟ فانظروا المحاويج والمعسرين، ما أكثر من أثقلتهم المتغيرات والخطوب وطحنتهم الاحداث والحروب فأصبحوا في فقر وبطاله وذل ومهانة، وتشريد ونزوح لا تأويهم البيوت، ولا يسعهم مكان، فكم من متعفف بات خاليا، وكم من آيسة ضائقة بائسة استهواها الشيطان وحزبه لفقرها وحاجتها وبكاء صغارها، والذئاب يريدون أن يفتكوا بعرضها، أين أنتم يا مسلمون؟ فإن الكثير من الأسر بيوتهم أوهى من بيت العنكبوت، فهذا برد الشتاء القارص ياكل أجسامهم ويؤذي فلذات اكبادهم نقص كبير، وفقد الغذاء وانعدام للفراش والكساء ؟ فأين أنتم يا من بالملذات تفتخرون وتتنعمون ولها تنوعون؟ موائدكم متعددة، وبطونهم متيبسة من خواها، أين نداء الحق سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة البقرة.

” يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون” فهل من الرحمة أن تكونوا في رغد من العيش، وسعة من الرزق، ومَن قسى عليهم الزمان في شدة من الضيق، وألم من الإعسار؟ فإن الغنى الذي لا يحس بأن عليه للبؤساء والفقراء حقوقا وواجبات لقاسي القلب، خالى من الشفقة، بعيد من رحمة الله، والله عز وجل يقول ” إن رحمة الله قريب من المحسنين” فإنه بعيدا عن الانانية، وبعيدا عن الحساسية فإننا نحتاج الى فقه الأولويات، في تكافلنا في اعمالنا الانسانية، فإن هناك اشياء اهم من غيرها وهناك من هو اولى من غيره يا أخي بابه الى بابك وجداره الى جدارك، وشكا زوجته واطفاله تسمعه بأذنك فهو محتاج جائع، وانت تقفز من فوق رأسه اين حق الجوار، واين فقه الاولويات.

الدكروري يكتب عن التكافل الاجتماعي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار