دنيا ودين

الدكروري يكتب عن الحجاج يصلي علي ابن الفاروق

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الحجاج يصلي علي ابن الفاروق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وكان بعد حياة طويلة أمضاها عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، في طلب العلم والجهاد في سبيل الله، توفي رضي الله عنه في عام ثلاثه وسبعين للهجرة وهو ابن ثلاثة وثمانين عاما، وقد صلى عليه الحجاج بن يوسف الثقفي، ودُفن جسده في مقبرة المهاجرين، وكما قيل إنه دُفن في منطقة اسمها المحصب، وقد ورد عن الذهبي أنه نعاه بقوله “أين مثل ابن عمر في دينه، وورعه وعلمه، وتألهه وخوفه، من رجل تعرض عليه الخلافة، فيأباها، والقضاء من مثل عثمان، فيرده، ونيابة الشام لعلي، فيهرب منه، فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب”، وقد توفي وله من الولد الكثير، رضي الله عنه وأرضاه.

وكانت وفاة ابن عمر بمكة، ودفن بفخ في مقبرة المهاجرين نحو ذي طوى، وقيل دُفن بالمحصب، وقيل بسرف، وتوفي ابن عمر دون أن يوصي بوصية، وقد كان ابن عمر رجل ربعة، آدما، جسيما، أصلعا، وقال سعيد بن المسيب أن عبد الله بن عمر كان أشبه ولد عمر بعمر، وأن سالم بن عبد الله، كان أشبه ولد عبد الله بعبد الله، وكان ابن عمر يحب التطيّب، فلا يذهب الجمعة أو العيد إلا وقد دهن وتطيّب وكان لابن عمر خاتما نقشه بإسم “عبد الله بن عمر ” يجعله عند ابنه أبي عبيدة، فإذا أراد أن يختم أخذه، فختم به، وهكذا هى الدنيا، فإن الفطناء العقلاء هم الذين عرفوا حقيقة الدار الآخره، فحرثوها وزرعوها، وفى الآخرة حصدوها، فالدنيا حقيرة عند الله تعالى.

وقد أعطاها للمؤمن والكافر على السواء، فلو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا قط شربة ماء واحدة، لذا كان النبى الكريم صلى الله عليه وسلم يوصى أحبابه بعدم الركون والطمأنينة إلى هذه الدار الفانية لا محالة، كما أوصى بذلك عبد الله بن عمر رضى الله عنهما كما فى صحيح البخارى ” كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل” وكان ابن عمر يقول ” إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ” وهكذا كانت الصحابة الكرام رضى الله عنهم أجمعين، وإن من ثمار محبتهم في الآخرة ما يرجى لمُحبّهم من الحشر معهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال.

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المرء مع من أحب ” رواه مسلم، وإن الصحابة هم خير القرون، وهم صفوة هذه الأمة وأفضل هذه الأمة بعد نبيها الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويجب علينا أن نتولاهم ونحبهم ونترضى عنهم وننزلهم منازلهم ، فإن محبتهم واجبة على كل مسلم، وإن حبهم دين وإيمان وقربى إلى الرحمن، وبغضهم هو كفر وطغيان، فهم حملة هذا الدين، فالطعن فيهم طعن في الدين كله لأنه وصلنا عن طريقهم بعد أن تلقوه غضا طريا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشافهة ونقلوه لنا بكل أمانة وإخلاص ونشروا الدين في كافة ربوع الأرض.

في أقل من ربع قرن وفتح الله تعالى، على أيديهم بلاد الدنيا فدخل الناس في دين الله أفواجا، والصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مسلما ومات على ذلك.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار