المقالات

الدكروري يكتب عن الرويبضة والسفهاء عبر الشاشات

الدكروري يكتب عن الرويبضة والسفهاء عبر الشاشات

الدكروري يكتب عن الرويبضة والسفهاء عبر الشاشات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 28 فبراير 2024

الدكروري يكتب عن الرويبضة والسفهاء عبر الشاشات

الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد عباد الله، اتقوا الله فها نحن على أعتاب شهر الخير والغفران، شهر فيه من البركات أن أنزل المولى فيه القرآن الكريم رحمة، وهدى للناس أجمعين، إنه شهر رمضان المبارك ثم أما بعد لقد حذرنا الإسلام من خطورة السفهاء من الناس كما أخبر المصطفي صلي الله عليه وسلم بالرويبضه وهم السفهاء الذين يتكلمون في أمر العامة، وإن الناظر إلى ما يدور في كثير من الفضائيات عبر الشاشات. 

 

وكذلك عبر مواقع الاتصال الاجتماعي ليرى سفهاء قد جعلوا دين الله تعالى لهم هدفا وسبوبة يكتسبون من خلفها المال، فرأينا من يطعن في الصحابة، ورأينا من يطعن في صحيح السنة، ورأينا من يشكك في القرآن الكريم، ورأينا سفهاء الأحلام يعترضون على كلام وأحكام رب الأنام فهذا يقول إن الإسلام ظلم المرأة، وآخر يقول بوجوب المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وآخر يقول يجب تحرير المرأة من الإسلام، فإن كل هؤلاء سفهاء مأجورين، فعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “يخرج في آخر الزمان أقوام أحداث الأسنان، سُفهاء الأحلام، يقولون مِن خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة”

 

وها هو ذلك الزمان الذي أصبح فيه السفيه الكذاب مصداقا في قوله وأصبح العالم النحرير مكذبا في قوله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنها ستأتي على الناس سنون خداعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة” قيل وما الرويبضة؟ قال صلى الله عليه وسلم السفيه يتكلم في أمر العامة” وصدق ابن القيم رحمه الله عندما قال عن أشباه هذا الرويبضة، ومنهم من مخالطته حمى الروح وهو الثقيل البغيض العقل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها بل إن تكلم فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به فهو يحدث من فيه كلما تحدث. 

 

ويظن أنه مسك يطيب به المجلس وإن سكت فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها ولا جرها على الأرض، ولقد حذر السلف من السفهاء ومن مجالستهم فكانوا يوصي بعضهم بعضا و يوصي الآباء الأبناء ومن خطورة مجالسة السفهاء، وعن أبي جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب وكان قد بايع النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بنيه، قال لهم “أي بني إياكم ومخالطة السفهاء فإن مجالستهم داء، وإنه مَن يحلم عن السفيه، يُسرّ بحلمه، ومَن يجبه يندم” وأوصى المنذر بن ماء السماء ابنه النعمان بن المنذر، فقال “آمرك بما أمرني به أبي، وأنهاك عما نهاني عنه آمرك بالشح في عرضك، والانخداع في مالك، وأنهاك عن ملاحاة الرجال وسيما الملوك، وعن ممازحة السفهاء”.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار