المقالات

قضايا الراوي في السرد المعاصر د. ثائر العذاري

جريدة موطني

قضايا الراوي في السرد المعاصر
د. ثائر العذاري


كتب د. فرج احمد فرج
باحث انثروبولوجيا
الدكتور ثائر عبدالمجيد ناجي العذاري حصل على الماجستير سنة 1987، من جامعة بغداد كلية التربية عن الرسالة المعنونة بـ«الإيقاع في الشعر العربي الحديث في العراق»، وفي سنة 1996 حصل على الدكتوراه من جامعة بغداد كلية التربية، عن أطروحة «البناء الفني للقصة القصيرة في العراق»، وفي سنة 2000 عين مدرسا في جامعة واسط كلية التربية، وفي سنة 2008 ترقى إلى أستاذ مساعد، وفي سنة 2015 ترقي إلى مرتبة أستاذ.
له دراسات في قضايا الراوي في السرد المعاصر ” الجماليات والاشكالات النظرية ”
نظمت اللجنة الثقافية والفنية وصالون السبت الثقافى بناقبة الصحفين المصرية ندوة استضاف فيها
” د. ثائر العذاري ” الاديب العراقي استاذ الادب الحديث بجامعة واسط بالعراق
وذلك فى تمام الساعة الواحدة ظهرا يوم السبت الموافق 19اغسطس 2023 الجارى وادارها الكاتب الصحفى والفنان الكبيرالأستاذ محمود الشيخ مدير الصالون
وادار الندوة كل من الاستاذ الكاتب الصحفي محمود الشيخ والكاتب الروائي والصحفي القدير عادل سعد الذي اثري بعبقريتة ادارة الحوار.
اوضح الفرق بين الراوي والسارد .
السؤال الاول الراوي هو مفتاحا لفهم القصة او الرواية ونحن امام من الذي يروي الرواية ” القصة او العمل الادبي .
السرد يختلف عن الشعر .. ففي الشعر نعرف انه تعبير عن مشاعر الشاعر اي عن عواطفه
فكرة السرد لاتعبر عن فكرمشاعرالراوئي ولكنها تعبر عن فكر شخصياتها ، ومن هنا جاء الفصل بين الراوي والمؤلف .. لان الراوي ليس المؤلف .
الراوي شخصية من ورق يخلقها المؤلف لتحكي الرواية .. هذا التميز لم يكن موجودا حتي القرن الماضي ولذا فهو جديد .
اظهر د. ثائر العذاري المراحل التي مر بها مصطلح الراوي والمعاني والتقنيات التي استخدمها المؤلفون منذ نشئة الرواية .
عادة عند دراسة تاريخ السرد معظم الباحثين يرون عمل ديكاميرون ” الايام العشرة” بوكاشيو يكتب فيهاعن نفسه وهو من يتحدث ” المؤلف ” وهذه الطريقة موروثة من الحكايات الشفهية ” الحكاواتي” الذي يسرد الاحداث واضعا في اعتباره انه لن يتوقع احدا ان يسأله عما يقول ويروي.
ففي رواية دينكوشوت لميغيل دي ثيربانتس الاسباني هي اول رواية فنية وليدة عقله وتخيله
اخذوا افكار كتبهم من المقامات الاندلسية وتحديدا مقامات السرقسطي ولكن مع البحث وجدت ان مقامات الهمزاني اكثر منهم جميعا ، بل اراه لا يقل عن دوستوفيسكي في عملية السرد وظهر ذلك جليا في ” الجريمة والعقاب ” والتي سار علي منوالها نجيب محفوظ في رواية اللص والكلاب الا ان المقامات البغدادية تعلوهم .
عند بديع الزمان الهمذاني لا نري الراوي في كتاباته بل يصنع شخصياته وهي عبارة عن شخصيات من ورق ليس لها وجود في الواقع وتقدم فكر الشخصية التي صنعها ” شخصية من ورق ” كما عبر عنها رولان بارت .
فمن الناحية النظرية بدأ الفنانون الاوربيون يفصلون بين مؤلف الرواية والراوي الذي في اواخر القرن التاسع عشر قال لنا هنري جيمس والذي كتب هذا التميز في مقاله عنوانها زاوية النظر ” او وجهة النظر” point of view .
الرواية لا تكون عملا سرديا حقيقيا الا اذا خرج منها المؤلف تماما واسند العمل للراوي يصور الاحداث ، المؤلف الذي يخبرالاحداث بطريقة الاخبارين لا يعد سردا بل يقول حكاية كالحكايات الشعبية .
اما الراوي الذي يتحدث عما يراه بعينيه ” ولانه شخصية متخيلة ” فهو من يكتب الشخصيات فيمكن ان تري الشخصية بعينيه كما الراوي في فكر جيمس .
تصنيفات الراوي التقليدية هناك الراوي العليم شخصياته بضمير الغائب ومن غير المنطقي ان يدخل ضمائر شخصياته الخفية .
الراوي المتكلم ” باختين” عنده استطاع التميز بين من يري ومن يتكلم بمصطلح البوليفونية ” محدود العلم” يتكلم بضمير المتكلم ومن دراسة ديستو فيسكي تحدث عن البوليفونية اوجد تعدد الاصوات .. الراوي فيها يتحدث عن شخصياته بضمير الغائب وعناوين الفصول باسماء الشخصيات ” الجريمة والعقاب” جاء جيرارد جينيت من النظريات الأدبية الفرنسية ، وقد ارتبط بشكل خاص بالحركة البنيوية وشخصيات مثل رولان بارت وكلود ليفي ستروس ، حيث قام بتكييف مفهوم bricolage
السرد عند جينيت يقتضي وجود تمثيلات للأفعال والأحداث، أما الوصف فهو تمثيلات للأشياء والشخصيات الناتجة عن فعل الوصف. فيليب هامون مدخل لتحليل الوصفي حيث الوصف عنده دائما رهن إشارة السرد متى ما طلب الأخير لبى الأول. وهو بهذا يقلص “مجال شعرية الأنواع التي تنزع نحو التطابق مع شعرية المحكي”. وللوصف وظيفتان أولاهما تزينية decorative، أما الأخرى فتوضيحية ورمزية في الآن ذاته وظيفتها تبرير نفسيات الشخصيات من خلال وصفها.
فقد طور فكرة ” باختين” واوجد تصنيف بحسب معرفة الراوي الذي يعرف كل مجريات اكثر من الشخصيات نفسها اي يقف وراء الشخصية يعرف منها بقدر معرفة الشخصية .
التصنيف الثالث الراوي فيها ينظر لشخصياته كافة وكانه ينظر لفيلم ويتتبعة دون ان يعرف الاحداث ماضيا لا مستقبل ولا ضمائر الشخصيات .
يقول بوث الكاتب الامريكي يجب ان نحدد اشكال الراوي بحدود تعريفات محدده ومنها تحديد المسافة مثلا ومنها يتغير نمط الراوي والفصل بين الراوي والشخصيات المكانية ” اي المسافة بينهم” وتكون بالفعل المضارع وفيها يتتبع الراوي والشخصيات مراحلها الزمنية من الولادة والطفولة والشباب .. اي مراحلها العمرية ، وكلما تغير الزمان والمكان والمسافة وشاهدنا ذلك في رواية اللص والكلاب للاديب العالمي نجيب محفوظ وهو يتحدث عن سعيد مهران بلغة متعاطفة معه رغم انه لص وقاتل ” بضمير الغائب” ثم في مشهد يتحدث بالحاضر مع ان الرواية كلها بضمير الغائب ” سعيد مهران هو المحور الرئيسي الذي لم يغيب في كل الاحداث . وركز في النهاية يجب علي الرواي في الرؤية البصرية ان يوضحها كما يراها الراوي في الاماكن والملابس والملامح .
فرج احمد فرج
باحث انثروبولوجيا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار