الدكروري يكتب عن الشوق إلي بيت الله الحرام
الدكروري يكتب عن الشوق إلي بيت الله الحرام
الدكروري يكتب عن الشوق إلي بيت الله الحرام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الشوق إلي بيت الله الحرام كم أنفق في حبه من الأموال والأرواح، ورضي المحب بمفارقة فلذ الأكباد والأهل، والأحباب والأوطان؟ مقدما بين يديه أنواع المخاوف والمتالف والمعاطف والمشاق، وهو يستلذ ذلك كله ويستطيبه، ومما يدل على فضلها ومكانتها هو ما جاء في المعاقبة على الهم بالسيئة فيها وإن لم تفعل، فمجرد الإرادة للظلم والإلحاد موجب للعذاب وإن كان غيره لا يعاقب العبد عليه إلا بعمل الظلم، وفي الآية الكريمة وجوب احترام الحرم، وشدة تعظيمه، والتحذير من إرادة المعاصي فيه وفعلها، وكان لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسطاطان، أحدهما في الحل والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، وإذا أراد أن يصلي صلى في الحرم.
وفي هذا تحذير شديد لمن يرتكب المنكرات العظيمة والكبائر الموبقة في مكة، وإن المسجد الحرام أو مسجد الكعبة هو قبلة المسلمين، والحرم الذي تهواه الأفئدة، أشرف المساجد على الإطلاق، وهو أو بيت وضع لعبادة الله على ثرى هذه البسيطة، فقال الله عز وجل فى سورة آل عمران ” إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين” وعن أبى ذرالغفارى رضي الله عنه، أنه سأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أول مسجد وضع في الأرض المسجد الحرام” قال أبو ذر فقلت ثم أي، قال “المسجد الأقصى” قلت وكم بينهما؟ قال “أربعون عام” بناه إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام” رواه البخارى.
وقد ذهب أهل العلم إلى أن الخليل إبراهيم عليه السلام أول من بنى البيت، ولم يبن قبله، وذهب كثير من المفسرين إلى أن البيت كان موجودا من عهد آدم عليه السلام، وأن إبراهيم أعاد بناءه بعد أن اندثر، ويدل على ذلك قوله تعالى حكاية عن الخليل إبراهيم عليه السلام كما جاء فى سورة إبراهيم ” ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون” فلما أمر الله عز وجل خليله إبراهيم عليه السلام ببناء البيت العتيق قال لابنه إسماعيل “إن الله عز وجل أمرني أن أبني له بيتا ” فقال إسماعيل “أطع ربك عز وجل” قال إبراهيم “وتعينني” قال إسماعيل “وأعينك” عند ذلك رفع القواعد من البيت.
فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر الذي يعرف بمقام إبراهيم، فوضعه له فقام عليه إبراهيم وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان كما جاء فى سورة البقرة ” ربنا تقبل منا إنك السميع العليم” فجعل يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان” ربنا تقبل منا إنك السميع العليم” ولما بنى إبراهيم وإسماعيل البيت ووصلا إلى موضع الحجر الأسود جاء جبريل عليه السلام، وقد جاء في الحديث أنه نزل من السماء أبيض لكنه اسود من خطايا بني آدم، ومنذ أن رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قواعد هذا البيت وهو معظم مكرم، يتسابق الناس لخدمته والاعتناء به، ويحذرون أشد الحذر من المساس بقدسيته ومكانته، فهو محفوظ بحفظ الله تعالى
الدكرورى يكتب عن الشوق الى بيت الله الحرام