الدكروري يكتب عن الصدق في البيع والشراء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الصدق في البيع والشراء
إن من المجالات التي يستوجب فيها الصدق هو البيع والشراء، وما أكثر الكذب الآن، في البيع والشراء، فإن الصدق في البيع والشراء سبب للبركة، قال النبي صلى الله عليه وسلم، البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فإن صدقا وبيّنا أي بمعني بين البائع السلعة هل فيها عيب أم لا؟ فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما” رواه البخاري ومسلم، والآن الناس يغشون في كل شيء إلا ما رحم الله، ونحن في هذا الزمان وهو آخر الزمان، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، أن الكذب سيفشو فيه، والصدق سيقل، وأن الصادقين سيضطهدون، فقال في الحديث الصحيح ” سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة؟
قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”رواه ابن ماجه ” وفي أمر عامة الناس، وكل أهل البلد، يتكلم في أمرهم الرجل التافه، ولذلك المؤمنون يتحرون الصدق ولا يدفعهم ألم الغربة إلى أن يكونوا مع الكذابين ولو كثر الكذب، ولقد أصبح الكذب الآن من أهون الأشياء عند الناس، وإن بعض الناس يستسهلون الكذب في المزاح ويحسبون أنه مجال للهو، ويختلقون الأخبار من أجله، والإسلام أباح الترويح عن القلوب لكن ليس بالكذب، قال النبي صلى الله عليه وسلم ” أنا زعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ولو مازحا “رواه النسائى، وقال صلى الله عليه وسلم ” ويل لمن يحدث بالحديث ليضحك منه القوم فيكذب، ويل له ويل له “رواه ابو داود والترمذى والنسائي، والشاهد أن الناس يطلقون الأعنة لأخيلتهم في تلفيق الأضاحيك، ولا يحسون حرجا في إدارة الحديث المفترى المكذوب.
ليتندّروا بالخصوم ويسخروا منهم، أو بخلق الله، وهذا اللهو بالكذب حرام ولا شك فيه، وقد يلجأ الإنسان للكذب للتملص من خطأ وقع فيه، وهذا غباء وهوان، وهو فرار من شر إلى شر أشد منه، فالواجب أن يعترف بخطئه فلعل صدقه ينجيه ويكون سببا في مسح هفوته، ومما يروى عن الحجاج هذا الظالم الباغي الفاجر أنه كان إذا صدقه الخصم عفا عنه، ومن الأسباب التي تدفع إلى الكذب هى الديون، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو في الصلاة ويقول “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا ومن فتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم” وهذا الحديث كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، أيضا في الصلاة” أعوذ بك من المأثم والمغرم” فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم، فقال “إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فأخلف “رواه البخاري ومسلم.