المقالات

الدكروري يكتب عن الغدر دليل على خسة النفس وحقارتها

الدكروري يكتب عن الغدر دليل على خسة النفس وحقارتها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

نجد أن بعض الناس عنده  لدية، إما خدم أو سائقين أو موظفين، أو غير ذلك من المهن الأخرى، ويمكث بعضهم أشهر أو ربما سنوات وله استحقاقات مالية من رواتبه لم تصرف له، وربما تحايل عليه، أو هدده بإرجاعه إلى بلده إذا كان من المغتربين، إذا اشتكى إلى الجهات المختصة، أو غير ذلك من الحيل، كل هذا سحت يأكله صاحبه سحتا، وعلى خلاف ذلك، فإن الله يبارك لمن وفى الأجراء أجرهم ويخلف عليهم أفضل مما أنفقوا، وأن الغدر دليل على خسة النفس وحقارتها، وأن من كان الله خصمه يوم القيامة هلك وخسر، وأن الغادر ممقوت من الله والملائكة والناس أجمعين، وأن أكل المال الحرام من أعظم الذنوب عند الله ولذلك كان وعيده أن الله تعالى خصمه يوم القيامة، وأما عن أنواع العهود، فإن هناك عهود بين الله والناس.

وعهود بين الناس مع بعضهم، مثل عهود الزواج وحقوق الجوار وحقوق الأخوة، وقد تتابعت آيات القرآن الكريم تحض على الوفاء وتخوف من الغدر، ومن الشؤون التي اهتم بها الإسلام ونوه كثيرا بقيمة الوفاء بها، الديون، فإن سدادها من آكد الحقوق عند الله تعالى، حتى إن الشهيد يغفر الله له كل شيء إلا قضاء الدين، وبالرغم من ذلك التحذير لخطر الدين في الدنيا والآخرة، إلا أن بعضا من الناس قد استهانوا بالديون فاقترضوها لشهوات الغي والبطون والفروج عن طريق الربا المحرم تحريما باتا فنكبوا نكبات جائحة في ديارهم وأموالهم، وفي التاريخ الإسلامي وقائع لا تحصى، تشهد بوفاء المسلمين بعهودهم مع المسلم وغير المسلم، فالوفاء بالعهد في ذاته قوة فوق أنه عدالة وفضيلة، فقد عرف المسلمون بالوفاء بالعهد حتى في الحرب فهم متمسكون بأخلاقهم وعدم نقض عهودهم.

فصدق الوعد أمر خطير، ومقدمة هامة وضرورية لكل نبي ورسول لأن من صفات الأنبياء والمرسلين، هو صدق الوعد والوفاء بالعهد، وهذه صفات أهل الإيمان، وجمع الله لنبيه إسماعيل عليه السلام بين الرسالة والنبوة، والرسالة أشمل من النبوة، فإن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا، فشرف الله إسماعيل عليه السلام، وقد رتب الله على الوفاء بالعهد ثمرات عظيمة للفرد في دنياه وأخراه، إضافة لثمراته الظاهرة في صلاح المجتمع واستقراره، فمن تلك الثمرات أن الوفاء بالعهد من صفات المتقين في كتاب الله، ومن أعظم أسباب تحصيل التقوى، وأن الوفاء بالعهد سبب لحصول الأمن في الدنيا وصيانة الدماء، وحفظ حقوق العباد مسلمهم وكافرهم، وأن الوفاء سبب لتكفير السيئات وإدخال الجنات، وقد ذكر الله سبحانه أنه أخذ ميثاق بني إسرائيل.

ثم بيّن هذا الميثاق وذكر الجزاء على الوفاء به، إلى غير ذلك من الآثار التي تتضح جلية لكل من تدبر كتاب الله وتأمل في سنة رسول الله القولية وسيرته العملية صلى الله عليه وسلم، وإن للوفاء بالعهد درجات أعلاها هو وفاؤك نحو ربك بما التزمت به بمقتضى إيمانك به ربا وإنما يتحقق ذلك بامتثال جميع أوامره واجتناب جميع نواهيه والجهاد لإعلاء كلمته والمسارعة إلى مرضاته، وإنما كان أعلى الدرجات لأنه قد يكلفك الروح والمال في سبيل محبة الله تعالى ورضاه وهذه منزلة النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وكم فاز بها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين، ثم تكون درجة وفائك مع نفسك وتتحقق بأمرين، وهو أن لا تحرّمها ما أحل الله لها من الطيبات.

حيث يقول الله عز وجل ” يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” وألا توردها موارد التهلكة فتحميها من الأخطار وتحفظها من الشرور والآثام، فيقول تعالى ” وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”

الدكروري يكتب عن الغدر دليل على خسة النفس وحقارتها

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار