شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن القادة العظماء الثلاثة في حروب الردة

الدكروري يكتب عن القادة العظماء الثلاثة في حروب الردة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

عندم ا قام الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بحروب الردة وهم القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم، فقد أرسل الجيوش والقادة وكان من بينهم القائد خالد بن الوليد الذي ارسلة الخليفة أبي بكر بجيشه وأمره أن يزحف من اليمامة في نجد إلى جنوبي العراق، ويواصل القائد مثنى بن حارثة الشيباني غاراته على الحيره، ويزحف القائد عياض بن غنم بجيشه المرابط بين النباج والحجاز إلى دومة الجندل ومنها إلى المصيخ، ويبدأ بفتح العراق، ويلتقي بخالد بن الوليد في الحيره، وايهما يسبق كان اميرا على صاحبه، ولكن الموقف الإستراتيجي لم يساعد جيش بن عياض فقد لازمه الفشل بعد اجتيازه، الحدود الحجازيه، فلم يكد يصل إلى دومة الجندل حتى حاصرته قبائل بهراء وكلب وغسان.

 

وبقي محاصرا في دومة الجندل نفسها فاستنجد بخالد بن الوليد برساله يطلب منه الاستعجال بنجدته وخلاص جيشه فأجابه خالد برساله مختصره، جاء فيها “من خالد إلى عياض، إياك اريد، لبث قليلا تأتك الحلائب، يحملن أسادا عليها القائب، كتائب يتبعها كتائب” وفي الطبري رواية تقول يحملن أسادا عليها القاشب، وترك خالد بن الوليد في عين تمر والتي سبق ان فتحها بالعراق حاميه صغيره، وتوجه قاصدا دومة الجندل، فوصل في وقت كان فيه عياض محاصرا بالقبائل ولم يطل به كثيرا حتى استطاع التغلب على تلك القبائل، ويروي الطبري في تاريخه انه لما بلغهم دنو خالد بن الوليد، وكانوا على رئيسين أكيدر بن عبد الملك والجودي بن ربيعه اختلفوا فقال اكيدر انا اعلم الناس بخالد لإحد أيمن طائرا منه.

 

ولا أحد في حرب ولايرى وجه خالد قوم ابدا قلوا أو كثروا الا انهزموا عنه فأطيعوني وصالحوا القوم فأبوا عليه وقال له لن أمالئكم على حرب خالد فشأنكم، فخرج لطيته وبلغ ذلك خالد بن الوليد، فبعث عاصم بن عمرو معارضا له، فأخذه واتى به إلى خالد فضُربت عنقه ومضى خالد حتى نزل على اهل دومه وعليهم الجودي بن ربيعه ووديعه الكلبي وابن رومانس الكلبي وابن الايهم وابن الحدرجان فجعل خالد دومه بينه وبين عسكر عياض، ودارت بينهم معارك فهزم الله الجودي بن بن ربيعة ووديعه على يد خالد وهزم عياض من يليه وخلع خالد حصن الباب واقتحموا عليهم فقتلوا المقاتلة وسبوا الشرخ ودعا بالأسرى فضرب اعناقهم الا اساري كلب فإن عاصم وبني تميم قالوا قد أمناهم فأطلقهم خالد بن الوليد.

 

ثم أقام خالد بدومة الجندل ورد الاقرع إلى الانبار، وفي السنة الثالثه عشر من الهجره، أمر الخليفه أبو بكر الصديق رضى الله عنه خالد بن الوليد بالمسيرة إلى الشام من العراق فسار خالد فلما وصل قراقر وهو ماء لكلب اغار على اهلها واراد ان يسير مفوزا إلى سوى وهو ماء لبهراء بينهما خمس ليال فلم يهتد فالتمس دليلا فدل على رافع بن عميره الطائي فقال له في ذلك فقال رافع، انك لن تطيق ذلك بالخيل والاثقال فوالله ان الراكب المفرد يخافه على نفسه، وما يسلكها الا مغرور انها لخمس جياد لايصاب فيها ماء مع مظلتها فقال له خالد بن الوليد، ويحك انه لابد لي من ذلك لا اخرج من وراء جموع الروم لئلا تحبسني عن غياث المسلمين فأمر صاحب كل جماعه ان يأخذ الماء للشعبه لخمس.

 

وان يعطش من الإبل الشرف مايكتفي به ثم يسقوها عللا بعد نهل، والعلل هى الشربة الثانية والنهل هو الشربة الأولى ثم يصر اذان الإبل ويشد مشافرها لئلا تجتر ثم ركبوا من قراقر فلما ساروا يوما وليله شقوا لعده، من الخيل بطون عشره من الإبل فمزجوا ماء في كروشها بما كان من الالبان وسقوا الخيل ففعلوا ذلك اربعة ايام فلما خشي خالد على اصحابه في اخر يوم من المفازة قال لرافع بن عمير ويحك يارافع ماعندك قال ادركت الرى ان شاء الله فلما دنا من العلمين، قال للناس انظروا هل ترون شجرة عوسج كقعدة الرجل فقالوا مانراها فقال، ان لله وان اليه راجعون هلكتم والله وهلكت معهم وكان ارمد فقال انظروا ويحكم فنظروا فرأوها قد قطعت وبقي منها بقيه فلما رأوها كبروا فقال رافع احفروا في اصلها فاستخرجوا عينا فشربوا حتى روى الناس فاتصلت بعد ذلك لخالد المنازل فقال رافع والله ماوردت هذا الماء قط الا مره واحده مع ابي وانا غلام.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار