المقالات

الدكروري يكتب عن إسلام هبّار بن الأسود

الدكروري يكتب عن إسلام هبّار بن الأسود

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن من رجال مكة الأشرار الذين كانوا يسعوا إلي في العصر النبوي قبل وبعد دخول الإسلام هو هبار بن الأسود، وقد روى محمد بن عمر، عن سعيد بن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه، عن جده جبير بن مطعم قال، كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم، في مسجده منصرفه من الجعرانة، فطلع هبّار بن الأسود من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر القوم إليه قالوا يا رسول الله، هبّار بن الأسود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قد رأيته ” فأراد بعض القوم القيام إليه، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم، أن اجلس، فوقف عليه هبّار فقال السلام عليك يا رسول الله إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، ولقد هربت منك في البلاد، وأردت اللحوق بالأعاجم، ثم ذكرتك وعائذتك وفضلك وبرّك وصفحك عمن جهل عليك.

 

وكنا يا رسول الله أهل شرك، فهدانا الله بك وتنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني، فإني مُقر بسوأتي معترف بذنبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وقد أحسن الله بك حيث هداك للإسلام، والإسلام يَجُبّ ما كان قبله” وقال محمد بن عمر، وخرجت سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت، لا أنعم الله بك عينا، أنت الذي فعلت وفعلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الإسلام محا ذلك” ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبّه والتعرض له، وكان هبار ذكر في قصة أخرى ذكرها ابن منده، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن هبار بن الأسود في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” اللهم سلط عليه كلب من كلابك ” وقول هبار إنه رأى الأسد يشمّ النيام واحدا واحدا.

 

حتى انتهى إلى عتبة فأخذه، ولهبار قصة مع عمر، فقد أخرج البخاري في كتابه التاريخ، والبيهقي عن هبار بن الأسود أنه حدثه أنه فاته الحج، فقال له عمر، طف بالبيت وبين الصفا والمروة، وعن يحيى بن عبد الملك بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بدار هبار بن الأسود، فسمع صوت غناء، فقال ” ما هذا ” فقيل له صلى الله عليه وسلم إنه تزويج، فجعل يقول “هذا النكاح لا السفاح” وقيل أن هذا الحديث ضعيف، وأما عن حياة هبار بن الأسود، فقد رحل إلى الشام أيام الفتوح، وعاد في خلافة عمر بن الخطاب، وأما عن أبوه فهو الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي، وهو رجل من قبيلة قريش، وكان معاصرا لظهور الإسلام، وكان من أشد المُعادين له.

 

وكان هو ابن عم السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد، زوج النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أيضا ابنة خال السيدة برة بنت عبد العزى، جدة النبي صلى الله عليه وسلم، لأمه السيده آمنه بنت وهب، وقد حاول الأسود بن المطلب، مع ابنه زمعة، ومع كثير من سادة قريش التفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم، لثنيه عن دعوته، إلا أن النبى صلى الله عليه وسلم، رفض دعوتهم، وحاول مع زعماء من قريش مثل الوليد بن المغيرة، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل السهمي أثناء طواف النبى صلى الله عليه وسلم، بالكعبة أن يفاوضوه بأن يعبدوا إله ويعبد آلهتم وأصنامهم، فقالوا، يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد، كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد، كنت قد أخذت بحظك منه، فنزلت سورة الكافرون ونادى الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم، فى كتابه العزيز “قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد، ولا أنا عابد ما عبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد، لكم دينكم ولى دين”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار