المقالات

الدكروري يكتب عن بقاء العلم الشرعي مرهون ببقاء حملته

بقلم / محمــد الدكــروري

الدكروري يكتب عن بقاء العلم الشرعي مرهون ببقاء حملته

لقد اهتم الناس بالدنيا وتعليم حرفها ومتطلباتها من تجارة وعمل وسعوا مجاهدين من أجل تعلم طرق كسب المال بشتي طرقه وابتعدوا عن التعاليم الشرعية وتعاليم الإسلام السمحه، ويقول الحسن البصرى ” والله ليبلغن أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي” واعلموا أن بقاء العلم الشرعي مرهون ببقاء حملته، فإذا ذهبوا وقع الناس في الضلال حيث يكثر الجهل بلعوم الشريعة، وهذا من علامات الساعة، فحقيق بكل مسلم أن يحرص على طلب العلم، علما، وتعليما، وتطبيقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا” متفق عليه، وارتفاع العلم إنما يكون بموت العلماء حيث يموت علمهم معهم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى اله عنهما قال.

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقى عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فافتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا” متفق عليه، وإن المراد بقبض العلم هو موت العلماء، وذهاب الفضلاء والفقهاء فقد جاء في تفسير قوله تعالى فى سورة الرعد “أولم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب” وعن عطاء رحمه الله قال”هو موت العلماء، وذهاب الفضلاء، وفقهاء الأرض وخيار أهلها” وقال ابن عباس رضي الله عنهما “لا يزال عالم يموت، وأثر للحق يندرس، حتى يكثر أهل الجهل، ويرفع العلم” فاتقوا الله أيها المسلمون واحرصوا على تعلم العلم الشرعي، وتعلموا له السكينة والوقار، وهذبوا به أخلاقكم.

وقوّموا به أفعالكم وأقوالكم، فلقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهله، وبيّن مكانتهم، ورفع منزلتهم، ولم يأمر الله تعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بالاستزادة من شيء إلا من العلم، وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر، فأهل العلم هم الأحياء، وسائر الناس أموات، ولقد منع الله سبحانه وتعالى المساواة بين العالم والجاهل لما يختص به العالم من فضيلة العلم ونور المعرفة، فالعلم شرف لا قدر له، ولا يجهل قدر العلم وفضله إلا الجاهلون، ويسعى الإسلام بقرآنه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبكل تعاليمه وتوجيهاته، إلى تكملة تحرير العقل البشرى من كل ما هو مُسلط عليه، ومعطل له عن الإنتاج النافع، وهنا يحرره نهائيا من سلطان اتباع الجماهير الغافلة، من عامة الناس، الذين كثيرا ما يسيرون وراء الآباء، أو وراء الكبراء، أو وراء الأساتذة والشيوخ.

الذين اعتبروا أنهم يفكرون لهم، وأنهم كأنما أعطوا عقولهم إجازة طويلة، ليس عليهم فيها أن يفكروا، ولا أن يناقشوا، ولا أن يسألوا، ولا أن يضيئوا هذه الشمعة وقتا ما ليستفيدوا من نورها، فمن العجب العجاب، أن ترى بعض الناس فى مجتمعاتنا تغلق عقولها، ولا تسمح لها بأن تنفتح يوما للعمل والتفكير لأنه قد أراح نفسه من ذلك، حيث قد حدد موقفه مقدما تحديدا دقيقا صارما، وهو أن يكون مع الناس، مع الأكثرية، إن قالوا فى أمر نعم، قال نعم، وإن قالوا فى أمر،لا، قال بكل بساطة هو أيضا لا، أما هو كإنسان له عقله وفكره وثقافته ودينه ورسالته فليس له فى الحقيقة موقف، وهذا أمر مؤسف حقا أن يتنازل الناس عن تفكيرهم، وعن شخصيتهم، وعن مسؤوليتهم، مع أن كل إنسان مسؤول عن نفسه، ليس أحد مسؤولا عنه.

الدكروري يكتب عن بقاء العلم الشرعي مرهون ببقاء حملته

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار