الدكروري يكتب عن حبسها حابس الفيل
الدكروري يكتب عن حبسها حابس الفيل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
تعد حادثة الفيل من الإرهاصات، كما أن اقتتال الأوس والخزرج يعد من الإرهاصات، وأعني من المقدمات بين يدي بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتوطئات لبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن قيل أن قصة أصحاب الفيل إنها لم ترد بسند صحيح لذاته، أي ليس هناك نص صريح إسناده صحيح لذاته يثبت حادثة الفيل بالتفصيل المعهود، لكن كتاب الله تعالى أثبتها إجمالا، وجاءت الإشارة إليها في بعض الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء عمرة صلح الحديبية، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء يدخل مكة عام الفتح امتنعت ناقته من الدخول، فقال الصحابة، خلأت القصواء، وامتنعت من الدخول، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ” ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل”
يعني أن المانع الذي منع الفيل من دخول مكة هو الذي منع القصواء من دخول مكة، وجاءت جملة أخبار وأحاديث منقطعة ذكرها الطبري رحمه الله، وذكرها ابن إسحاق كذلك في سيرته تفيد أو تذكر تفصيلا للذي حدث في هذا العام، ولأنها منقطعة نأخذ منها المضمون فقط الذي أيده كتاب الله، وأيدته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحاصل من القصص التي أوردوها في هذا الشأن أن أبرهة الأشرم وكان من ملوك اليمن، وكان قبل ذلك من الأحباش، وكانت اليمن خاضعة للأحباش، وكان نصرانيا، وقال القرطبى أنه عزم أبرهة على هدم الكعبة ونقل وجهة الحجيج إلى بلاده بدلا من اتجاه الحجيج إلى مكة حسدا من عند نفسه وانتقاما وثأرا لبعض شيء أصابه وأصاب بلاده من بعض العرب.
فعزم على الرحيل لتدمير البيت الحرام ونقل وجهة العباد إلى بلاده، وأنه لما اتجه إلى مكة وقبل أن يدخلها أرسل إلى عبد المطلب بعد أن سلب منه النعم وسلب الإبل من سائر القرشيين، فجاءه عبد المطلب، فاستعطفه برد الإبل إليه، بينما أصر أبرهة على هدم الكعبة، فخرج عبد المطلب يدعو ربه سبحانه وتعالى الانتقام من هذا الرجل، فأرسلت الطير الأبابيل، هذا بإيجاز شديد لأن القصص لا يثبت لها إسناد، إنما هي مقاطيع وبلاغات وروايات معضلة، وقيل هل هو فيل واحد أم فيلة؟ وإن أكثر أهل العلم على أنها مجموعة من الأفيال، ولم تكن فيلا واحدا، ولكن أفرد الفيل وأريد به أعظم هذه الأفيال وهو الفيل الذي جندوه لسحب وتدمير الكعبة، ولقد جعل الله تكبرهم ومكرهم في إبطال وضياع.
وأرسل عليهم الطير الأبابيل وهى الجماعات الكثيرة المتتابعة، ترميهم بالسجيل وهو الطين المتحجر القاسى، فجلعهم كالعصف المأكول، والعصف هو التبن وما تأكله البهائم، والمأكول هو الذي قد أكل منه، فأصبح روثا.
الدكروري يكتب عن حبسها حابس الفيل