المقالات

الدكروري يكتب عن خادمة سيد الأوصياء 

الدكروري يكتب عن خادمة سيد الأوصياء 

بقلم / محمــــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن خادمة سيد الأوصياء

لقد وُلدت السيدة فاطمة بنت حزم أم البنين من بيت عريق في العروبة والشجاعة، وليس في العرب أشجع من أبائها وأصل كريم، حيث تعتبر قبيلتها من أشرف القبائل العربية شرفا، وأجمعهم للمآثر الكريمة التي تفتخر بها سادات العرب، ويعترف لها بالسيادة، لكثرة النوابغ من الرجال المبرزين والزعماء الممتازين بأكمل الصفات الكريمة وأتم الخصال الممدوحة، كالكرم والشجاعة والفصاحة وغير ذلك، ومن الصفات التي حباها الله إياها لأم البنين بعد أن نشأت في عائلة معروفة بالعقل والأدب الخلق الفضيل والحميد، واتصفت أم البنين باللطف والأخلاق الدمثة، ورزقها الله العقل الرشيد والفطنة والذكاء. 

 

ومن الصفات التي لا تخفى على أحد بلاغتها وروعة فصاحتها وزهدها بالإضافة لتقاها وعبادتها، واتسمت بالوفاء فلم تتزوج بعد استشهاد الإمام علي بن أبى طالب، وإنما قامت على شؤون أولاده الحسن والحسين وهم أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد عمر طاهر قضته أم البنين بين عبادة لله عز وجل وأحزان طويلة على فقد أولياء الله سبحانه، وفجائع مذهلة بشهادة أربعة أولاد لها في ساعة واحدة مع الحسين، وكذلك بعد شهادة زوجها أمير المؤمنين على بن أبى طالب، في محرابه، بعد ذلك كله وخدمتها لسيد الأوصياء وولديه سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى أقبل الأجل الذي لابد منه.

 

وحان موعد الحمام النازل على ابن آدم، فكانت وفاتها المؤلمة في الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة أربعه وستين للهجرة، وقبرها في البقيع في الزاوية بالمدينة المنورة، وهكذا لقد اعتني الإسلام بالمرأة إعتناء كثيرا، وبيّن ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، أما الصحابية فتختلف عن غيرها، فقد شهدت عصر النبوة، وآمنت بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان للمرأة تأثير ملحوظ في انتشار الإسلام، فالصحابية ذات دور محوري في المجتمع المسلم، فهن القدوة للنساء وقد تفوقن عن غيرهن من النساء في استيعاب الأحكام والتشريعات وفهمها، وقد كان للفهم الأصيل لقواعد الإسلام الأثر البارز في ذلك.

 

وقد لعبت الصحابية دورا مشرفا في المشاركة بالغزوات والوقوف في وجه الشدائد، وذلك من خلال الصدقات، ومساعدة الأسر المحتاجة، وتربية بنات جنسها، والتطبيب، وغير ذلك. 

الدكروري يكتب عن خادمة سيد الأوصياء 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار