المقالات

الدكروري يكتب عن خصال سلامة الصدر

الدكروري يكتب عن خصال سلامة الصدر

الدكروري يكتب عن خصال سلامة الصدر

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن خصال سلامة الصدر

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قضاء الدين، ويحذر من الدين ويرغب في قضائه، حريص على قضاء الدين بعون الله تعالى، وكان يمتنع من الصلاة على من عليه دين حتى يضمن أحد القضاء عليه، هذا في أول الإسلام حثا للأمة على أداء الحقوق، وحذرنا صلى الله عليه وسلم من المماطلة بالحقوق مع القدرة في ذلك، ومما يجب والوفاء بالعهد به ما بين الزوجين من شروط عندما تشترط الزوجة أو أولياءها أو الزوج عند عقد النكاح، فلابد للزوجين من القيام والالتزام بهذه الشروط، فإنها من الشروط المهمة، فالشروط بين الزوجين يجب الوفاء بها ما دام شروطا توافق الشرع ولا تخالفه، ومما يجب الوفاء به ما بين الزوجين من تعامل طيب وخصال طيبة، فالزوج لا ينسى فضائل امرأته، ومحاسنها، وأخلاقها، ويتحدث بذلك. 

 

والمرأة أيضا كذلك فقال الله عز وجل “ولا تنسوا الفضل بينكم” فهذا شيخ الإسلام رحمه الله كان فيما يجمع من الخصال سلامة الصدر لإخوانه من أهل العلم، مع أن بعضهم حصل لهم حسدا عليه، قاموا ضده، بل سعوا في سجنه، وألبوا عليه الحكام، ومع ذلك كان ممسكا للسانه، وممسكا لألسنة أصحابه أن تنال أحدا من أهل العلم، فقال في رسالته التي بعثها من السجن، قال لهم، قال لأصحابه، خارج السجن، وهو يتوقع أن صدورهم تغلي الآن على أولئك الذين كانوا سببا في إيداعه في ذلك السجن، يقول تعلمون رضي الله عنكم، أني لا أحب أن يؤذى أحد من عموم المسلمين، فضلا عن أصحابنا بشيء أصلا، لا ظاهرا ولا باطنا ، ولا عندي عتب، لا حظ على أحد منهم، ولا لوم أصلا، بل هم عندي من الكرامة، والإجلال، والمحبة، والتعظيم. 

 

أضعاف أضعاف ما كان كل بحسبه، ولا يخلو الرجل، إما أن يكون مجتهدا مصيبا، أو مخطئا أو مذنبا، فالأول مأجور مشكور، والثاني مع أجره على الاجتهاد معفو عنه، مغفور له، والثالث المذنب فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين، فنطوي بساط الكلام المخالف لهذا الأصل، لا تتكلموا بأي عبارة، كقول القائل فلان قصر، فلان ما عمل، فلان أؤذي الشيخ بسببه، فلان كان سبب هذه القضية، فلان كان يتكلم في كيد فلان، ونحو هذه الكلمات التي فيها مذمة لبعض الأصحاب والإخوان، فإني لا أسامح من آذاهم من هذا الباب، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فقال ابن القيم رحمه الله كان بعض أصحاب ابن تيمية الأكابر يقولون وددت أني لأصحابي كابن تيمية لأعدائه وخصومه، وما رأيته يدعو على أحد من خصومه قط، بل كان يدعوا لهم.

 

وجئته يوما مبشرا بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة له من أصحاب المذاهب، فنهرني وتنكر لي، واسترجع، فقال إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أخبرت بموت رجل ثم قام من فوره إلى بيت أهله، أي أهل الميت، فعزاهم، وقال إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو هذا الكلام، فسروا به ودعوا له، وقال ابن مخلوف وكان من أشد الناس عداوة لابن تيمية رحمه الله بل أفتى بقتله فكان يقول ما رأينا مثل ابن تيمية، حرضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا، وحاجج عنا، ذلك أن الأيام قد دارت، وتولى السلطان الناصر، وقرّب شيخ الإسلام، وأراد أن ينتقم له من أعدائه، ممن أمر بسجنه، ولكنه رحمه الله أبى ذلك وقال إن قتلتهم من أين تأتي بمثلهم؟ وهم علماؤك، ونحو ذلك من الكلام حتى سكنه. 

الدكروري يكتب عن خصال سلامة الصدر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار