أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن صيام الجوارح عن الحرام

الدكروري يكتب عن صيام الجوارح عن الحرام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن الصيام وخاصة صيام الجوارح عن الحرام وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر، بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعة لله، وليفوز برضا الله عز وجل وثوابه، ويسلم من سخطه وعقابه، فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام، امتنع عما أحلّ الله له لأن الله حرّم عليه تعاطى ذلك في أيام رمضان، فالعبرة من ذلك، والعظة أن يدرك أن الله قد حرّم عليه الحرام مدة حياته، وعليه الكف عن ذلك والامتناع عنه دائما خوفا من عقاب الله تعالى الذى أعده لمن خالف أمره وفعل ما نهى عنه، وإن الصوم سبب لدخول الجنة من باب الريان، فإن من فضائل الصيام أن الله اختص أهله بباب كبير من أبواب الجنة، لا يدخله إلا الصائمون، ينادون يوم القيامة إكراماً لهم، وإظهارا لشرفهم.

فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون ؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد” رواه البخاري ومسلم والترمذى والنسائى، أى أن هذا الذى عطش في الحياة الدنيا له قصر مكتوب على بابه الريان، لذلك قال بعض العلماء هذا الشهر العظيم شهر الصبر، فالإنسان يحب أن يأكل دائما، وكلما أصابه عطش يشرب من الشراب ما لذ وطاب، أما حينما يأتي شهر الصيام يمتنع عن الطعام و الشراب، والمباحات الأخرى التى أبيحت خارج الصيام فهو يبذل جهدا فى طاعة الله فيكون صابرا محتسبا لله تعالى، وإن الصبر أساس كل فلاح.

فإن البناء الأخلاقي للإنسان أساسه الصبر، الذى لا يصبر لا يمكن أن يكون شيئا مذكورا فى الحياة، فأنت حينما تصبر يمكن أن تصل إلى البطولة، فلذلك قال تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” واستعينوا بالصبر والصلاه” واستعينوا على بلوغ أهدافكم، على بلوغ مرادكم، وقد قال علماء التفسير بالصبر، أى بالصوم والصلاة، كما تعلمون، فأنت حينما تواجه عدوا متغطرسا قويا جبارا حاقدا يملك أسلحة لا تملكها، ويتمنى تدميرك، يقول الله لك كما جاء فى سورة آل عمران ” وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا” ولقد بيّن الله تعالى لنا أن الصبر مع الطاعة طريق النصر، ويكاد الإيمان أن يكون نصفين، فنصف صبر، و نصف شكر، والذى لا يصبر لا يمكن أن يكون شيئا مذكورا فى الحياة.

فإن الصبر ترقية للنفس، والصبر يعنى أن مبدأك أعظم من حاجاتك، ودينك أسمى من رغباتك، فالصبر يعني أن تدع شيئا خسيسا من أجل شيء نفيس، وهذا هو الصبر، لذلك شهر الصوم شهر الصبر، فأنت فى رمضان تصبر على ترك الطعام والشراب، وعلى ترك اللقاء الزوجى، فى نهار رمضان فقط، فهذا الصبر يجب أن تستخدمه، في مجالات لا تعد و لا تحصى، في عملك ينبغى أن تصبر، فى دراستك ينبغي أن تصبر، في مواجهة العدو ينبغى أن تصبر، في أن تنفق من دخلك المحدود ينبغي أن تصبر، و ألا تمد يدك لمال حرام.

الدكروري يكتب عن صيام الجوارح عن الحرام

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار