الدكروري يكتب عن عزل عثمان بن حيان عن المدينة
الدكروري يكتب عن عزل عثمان بن حيان عن المدينة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه لما تولي سليمان بن عبد الملك الخلافة عزل عثمان بن حيان والي المدينة المنورة عنها وكان ذلك عام ست وتسعين من الهجره، وولى عليها أبا بكر بن محمد بن حزم، وكان سبب ذلك أنه كان يؤذي عمر بن عبد العزيز ورجالة، وكما كان سبب عزل عمر بن عبد العزيز من ولايتة للمدينة المنورة، وهو أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب إلى الوليد بن عبد الملك يخبره بعسف الحجاج بن يوسف، أهل عمله بالعراق، واعتدائه عليهم، وظلمه لهم بغير حق ولا جناية، وأن ذلك بلغ الحجاج، فاضطغنه على عمر، وكتب الحجاج إلى الوليد بن عبد الملك، يخبره، أن من قبلي من مراق أهل العراق وأهل الشقاق، قد جلوا عن العراق ولجئوا إلى المدينة ومكة.
وأن ذلك وهن، فكتب الوليد إلى الحجاج أن أشر علي برجلين، فكتب إليه يشير عليه بعثمان بن حيان المري، وخالد بن عبد الله القسري، فولى خالدا مكة، وعثمان بن حيان المدينة، وعزل عمر بن عبد العزيز وتولى عثمان بن حيان المري المدينة في شعبان سنة ثلاثه وتسعين من الهجره، وعندما تولى عثمان بن حيان المرى، إمارة المدينه فقد خطب عثمان بن حيان، بهم وهو أحد عمال الحجاج بن يوسف على أهل المدينة قائلا ” أيها الناس، إنا وجدناكم أهل غش لأمير المؤمنين، في قديم الدهر وحديثه، وقد ضوى إليكم من يزيدكم خبالا، أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق، هم والله عش النفاق، وبيضته التي تفلقت عنه، والله ما جربت عراقيا قط إلا وجدت أفضلهم عند نفسه الذي يقول في آل أبي طالب ما يقول.
وما هم لهم بشيعة، وإنهم لأعداء لهم ولغيرهم، ولكن لما يريد الله من سفك دمائهم، فإني والله لا أوتى بأحد آوى أحدا منهم، أو أكراه منزلا، ولا أنزله إلا هدمت منزله، وأنزلت به ما هو أهله، ثم إن البلدان لما مصرها عمر بن الخطاب، وهو مجتهد على ما يصلح رعيته، فقد جعل يمر عليه من يريد الجهاد، فيستشيره الشام أحب إليك أم العراق ؟ فيقول الشام أحب إلي، إني رأيت العراق داء عضالا، وبها فرخ الشيطان، والله لقد أعضلوا بي، وإني لأراني سأفرقهم في البلدان، ثم أقول ” لو فرقتهم لأفسدوا من دخلوا عليه بجدل وحجاج، وكيف ؟ ولم ؟ وسرعة وجيف في الفتنة، فإذا خبروا عند السيوف، لم يخبر منهم طائل، ولم يصلحوا على عثمان، فلقي منهم الأمرين، وكانوا أول الناس فتق هذا الفتق العظيم.
ونقضوا عرى الإسلام عروة عروة، وأنغلوا البلدان، والله إني لأتقرب إلى الله بكل ما أفعل بهم، لما أعرف من رأيهم ومذاهبهم، ثم وليهم أمير المؤمنين معاوية، فدامجهم فلم يصلحوا عليه، ووليهم رجل الناس جلدا، فبسط عليهم السيف، وأخافهم فاستقاموا له أحبوا أو كرهوا وذلك أنه خبرهم وقد عرفهم ” أيها الناس، إنا والله ما رأينا شعارا قط مثل الأمن، ولا رأينا حلسا قط شرا من الخوف، فالزموا الطاعة، فإن عندي يا أهل المدينة، خبرة من الخلاف، والله ما أنتم بأصحاب قتال، فكونوا من أحلاس بيوتكم، وعضوا على النواجذ، فإني قد بعثت في مجالسكم من يسمع، فيبلغني عنكم أنكم في فضول كلام، غيره ألزم لكم، فدعوا عيب الولاة، فإن الأمر إنما ينقض شيئا شيئا، حتى تكون الفتنة، وإن الفتنة من البلاء، والفتن تذهب بالدين وبالمال والولد ” وقد قال القاسم بن محمد لقد صدق عثمان في كلامه هذا الأخير، إن الفتنة لهكذا ” من تاريخ الطبري.الدكروري يكتب عن عزل عثمان بن حيان عن المدينة