المقالات

الدكروري يكتب عن فعل الخير في الحياة

الدكروري يكتب عن فعل الخير في الحياة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن فعل الخير في الحياة كالنهر الجاري، يتدفق بقوة وغزارة، ومن كل حدب وصوب فمن هنا العبادات والأذكار والقرآن والنوافل والقربات، ومن هناك حسن الأخلاق وصلة الأرحام ومدّ يد العون للمحتاج، وعن يمينه الصدقات، وعن شماله أداء الأمانات، فحيثما ولى بوجهه ينال الخير، ويفعل الطيب، وبعضنا، فعل الخير في حياته كالخيط الرفيع لا يكاد يُرى ولا يقوى، ولا يكاد يسمن ولا يضحى، فهو ضعيف شحيح قليل، فلا يمكن أن تربط به ما يثبت، ولا أن تجر به ما يثقل، فلو نظر نظرة العاقل في سيرته اليومية لوجدها حزينة قاتمة، بالكاد يسطر له ملائكة اليمين باليوم سطرا أو سطرين من فعل الخيرات، في حين يسطر له ملائكة الشمال. 

 

في اليوم ثلاثا وعشرين صفحة من فعل السيئات، وبعضنا كأهل الأعراف، لا يفعل الخيرات ولا يفعل السيئات، فخيراته قليلة، وأوقاته الضائعة في المباحات كثيرة، ولكنه خسر وفاتته حسنات ورحمات عديدة، وهكذا فإن فعل الخيرات هو مطلب رباني، هو دعوة إلهية، وهو نصيحة نبوية، فاقبلوها، وخذوا بها وعظموها، واعملوا بها، وفعل الخيرات به تكون أيها الإنسان من المفلحين، وبغيره تكون من الخائبين، ومن منا لا يحب أن يكون من المفلحين والفائزين والرابحين والرافعين رؤوسهم والناجين؟ فإذا أردت ذلك فربك سبحانه وتعالى يدلك على الطريق، إنها طريق فعل الخيرات والإكثار منها، وإن فعل الخيرات، مقبول مبارك فيه.

 

مضاعف، مأجور عليه قلّ أم كثر، صغر الخير أم عظم، فافعل الخير ولو كان حرفا تقوله، أو درهما تتصدق به، أو يد عون تمدها، أو بسمة تظهرها، أو خطوة تخطوها، أو أصغر من ذلك أو أكبر، كله ستجده في الكتاب مسطورا، وعند ربك مأجورا، فاقرأ معى تلك الآية التي لا نظير لها ولا قبيل، يقول فيها ربك سبحانه وتعالى” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره” وإن الخير الذى أشار الله تعالى إليه، ينتظم فى كل بر، ويشمل كل عمل صالح، فطاعة الله خير والإحسان إلى الناس خير والإخلاص والنية الطيبة خير، والإحسان إلى الناس خير وبر ذوي القربى خير والقول الجميل خير، ونظافة الجسد خير، وإماطة الأذى عن الطريق خير. 

 

وغراس الأشجار خير، والمحافظة على البيئة من التلوث خير، واحترام الآخر خير، والصدق خير والالتزام بالوعد والعهد خير، وبر الوالدين خير وإغاثة الملهوف خير، ورعاية الحيوان خير، والرياضة البدنية خير، وكل عمل ينهض بالفرد ويرقى بالمجتمع فهو خير، والدعوة إلي الله تعالى خير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خير، والعدل خير والسلام خير، والاستزادة من العلم والحكمة خير، لقول الله سبحانه كما جاء فى سورة البقرة” يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا” ولفعل الخير لا بد أن تكون له أهداف ومقاصد، وهى إرضاء الله عز وجل، والحصول علي الأجر والثواب، ودعوة الناس إلى الإسلام. 

 

وفعل الخير بما يضمن للآخرين حق الحياة الكريمة، والتنمية ومساعدة الآخرين، ونشر قيم التضامن والتسامح والتعاون، وإن البطء والتثاقل والتروى والتأنى ينبغي أن يكون بعيدا عن عمل الآخرة لأن عمل الآخرة طريق صحيح، لا يحتاج إلى تأمل وتفكر، ويحتاج إلى المبادرة قبل الفوات لأن كل يوم يمضي هو من الفوات، وبعد الفوات يكون الندم، والندم لا يغني عن العاقل شيئا، فالمسارعة والمسابقة والمنافسة في فعل الخيرات لها بعض السمات الأساسية منها المسارعة والمنافسة والمسابقة مطلب شرعي وأمر إلهي، ووصية نبوية، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك” رواه الحاكم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار