المقالات

الدكروري يكتب عن ما سلككم في سقر

الدكروري يكتب عن ما سلككم في سقر

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن الشارع الحكيم قد جعل علامات يستدل بها على حسن الخاتمة، فأيما امرئ مات بإحداها كانت بشارة له، ويا لها من بشارة، ومن هذه العلامات هو النطق بالشهادة عند الموت، ومنها الموت برشح الجبين، فعن بريدة أنه كان بخراسان فعاد أخا له وهو مريض فوجده قد مات وإذا هو يعرق جبينه فقال الله أكبر سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم يقول ” موت المؤمن بعرق الجبين ” وكذلك الموت ليلة الجمعة أو نهارها، والاستشهاد في ساحة القتال، والموت غازيا في سبيل الله، فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب، فلقد توعد الله عز وجل لتارك الصلاة بالعذاب الأليم والخسارة الكبيرة في الدنيا والآخرة، منها ولوج العذاب في النار يوم القيامة، فقال الله تعالى.

” كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين، في جنات يتساءلون عن المجرمين، ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين” وكل سيدخل مكانا مناسبا له في العذاب على حسب عمله، فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال “من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف” وإنما حُشر مع هؤلاء لأنه إن اشتغل عن الصلاة بماله أشبه قارون فيحشر معه، أو بملكه أشبه فرعون فيحشر معه، أو بوزارته أشبه هامان فيحشر معه، أو بتجارته أشبه أبي بن خلف تاجر كفار مكة فيحشر معه، وعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال، أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسع.

” لا تشرك بالله شيئا ولو قطعت أو حرقت بالنار، ولا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا برئت منه ذمة الله” وعلى ذلك سار الصحابة والخلفاء دوما في رياض العبادة حتى آخر الأرماق من الحياة، فعن عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال ” أن الميسور بن مخرمة دخل علي عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليلة التي طعن فيها فأيقظ عمر لصلاة الصبح فقال عمر نعم ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فصلى عمر وجرحه يبعث دما” وإن من البلاء الواقع في حياة البعض أنهم يتهاونون في إقامة الصلاة على الدوام، فقال الله تعالى ” فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا” وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها.

وقال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله هو أن لا يصلي الظهر، حتى يأتي العصر ولا يصلي العصر إلى المغرب ولا يصلي المغرب إلى العشاء ولا يصلي العشاء إلى الفجر ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس، فمن مات وهو مُصرّ على هذه الحالة ولم يتب وعده الله بغيّ وهو واد في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه، وقال تعالى في آية أخرى ” فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون” أي غافلون عنها متهاونون بها، ولما تهاونوا بها وأخروها عن وقتها وعدهم بويل وهو شدة العذاب، وقيل هو واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره، وهو مسكن من يتهاون بالصلاة ويؤخرها عن وقتها إلا أن يتوب إلى الله تعالى ويتوب على ما فرط.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار