المقالات

الدكروري يكتب عن ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف

الدكروري يكتب عن ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لم تترك الشريعة الإسلامية أمرا يخص الرجال والنساء إلا وبينته، ولم يدع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم شاردة ولا واردة إلا وبين للمسلمين منها حكما وعلما، فلم يدع حكما يهم الأمة إلا وبينه حتى يكون الناس على بصيرة من دينهم، وإن مما اهتم به الإسلام ودعا إلى تكريمه واحترامه ومعرفة قدرة المرأة، لأنها الأم والبنت والأخت والعمة والخالة والجدة والزوجة، فهي التي تعد بإذن الله تعالى الشعوب، وتنجب الرجال الأبطال الذين يتمسكون بدينهم الإسلامي الحنيف ويذودون عن حماه بالغالي والنفيس، فجاء دين الرأفة والرحمة ودين الألفة ودين التعاون دين الإسلام جاء معرفا للبشرية جمعاء مكانة المرأة في الإسلام بعد أن كانت توأد في الجاهلية وتدفن حية وتمنع من الميراث إلى غير ذلك من الإجحاف فعرف الناس ما للمرأة من حق في الإسلام.

وخط لها خطوطا تسير وفق منهجها القويم حتى لا تزل بها الأقدام، فتنزلق في مزالق الشرك والشيطان والطغيان والعصيان، وأن المرأة عليها أن تراقب الله تعالى في زوجها وفي رعايتها لبيته وولده، وأن تحفظه في غيبته وحضرته، وأن تفعل كل ما يسره ويرضيه فهي راعية ومسؤولة عن رعيتها، ولا تطالبه بما لا يستطيع، وتعينه على بر والديه وأقاربه، وصلة الأرحام والإحسان إليهم، ويجب عليها الحذر من أن تجعله عسلا لأهلها حنظلا لأهله، وألا تكون فرحة وهو حزين، ولا تكون حزينة وهو فرح، بل ينبغي أن تشاركه في فرحه وحزنه، وأن تكون سديدة الرأي، حكيمة التصرف حتى تكون مستشارا مؤتمنا له، ولا تستعجل له في طلب سبب حزنه وكآبته حتى تغمره بحنانها، وتطعمه إن كان جائعا، وتجهز له محل نومه معطرا مرتبا إن كان مُجهدا.

ثم إذا استيقظ داعبته، وكلمته بأدب وسرور في سبب حزنه وكآبته، وكما على المرأة المسلمة أن تحذر من دعاة الضلالة الذين يدعون إلى مساواة المرأة بالرجل، أو دعاة تحرير المرأة من الدين إلى الإباحية، أو دعاة الاختلاط بين الجنسين، أو دعاة السفور ونزع الحجاب، أو دعاة التخلي عن الفضيلة تحت مسمى الحداثة والموضة، ولتحرص المرأة المسلمة على الاستفادة بأوقات فراغها، وتقسيم واجباتها على الأوقات بين القراءة في المجلات والكتب الإسلامية، والاجتهاد في عمل برنامج إسلامي لقضاء أوقات فراغها، من حفظ القرآن، ومدارسته، وفهم السنة وتعلمها، وعمل المشاريع الخيرية التي يعم نفعها للمسلمين، وأما عن تحديد النسل بإتفاق الزوجين، لسبب ما فقد أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بجواز أن يستعمل الزوجان طريقة تمنع من الحمل في وقت دون وقت.

إذا رضي به كل من الزوج والزوجة، وكانت غير ضارة، وذلك مثل أن تكون الزوجة ضعيفة، والحمل يزيدها ضعفا أو مرضا، وهي كثيرة الحمل، فتستعمل برضا الزوج وسيلة تمنع من الحمل مدة معينة، فلا بأس بذلك، وقد كان الصحابة يعزلون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينهوا عن ذلك، والعزل من أسباب امتناع الحمل من هذا الوطء، والله أعلم، وكما ويجوز العزل إذا ثبت أن الحمل يضر بالمرأة بشهادة الأطباء أو الطبيبات الصالحات، وهكذا فإن تقدم المجتمعات لا يتم إلا بصلاح الأسرة فهي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، وصلاح الأسرة لا يتم إلا إذا علم كل فرد من أفرادها بما عليه من واجبات وما له من حقوق، ثم بادر بأداء هذه الواجبات لأصحابها قبل أن يطالب بحقوقه، وهذه الحقوق والواجبات ثابتة في الشرع الحكيم لقول الله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” ولقوله صلى الله عليه وسلم “إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا” رواه الترمذي.

الدكروري يكتب عن ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار