أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن رسول الله مؤلف القلوب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الناس اتقوا الله تعالى وتعلموا سيرة النبي صلى اله عليه وسلم فان في تعلم سيرته صلى الله عليه وسلم زيادة الإيمان وزيادة المحبة له صلى الله عليه وسلم والعبرة العظيمة فيما جرى عليه صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالته لقد بعثه الله عز وجل وهو خاتم النبيين وإمامهم وافضلهم بعثه الله في أشرف بقاع الأرض في أم القرى ومقصد العالمين فدعا إلى توحيد الله تعالى ثلاث عشرة سنة كلها في مكة وحدث له في تلك المدة تلك الآية الكبرى أن أسرى الله به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عرج به في تلك الليلة من الأرض إلى السماوات العلا بصحبة جبريل الروح الأمين فارتقى به سماءا سماءا حتى بلغ سدرة المنتهى.

ووصل إلى مستوى سمع فيه صريف أقلام القضاء والتدبير وفي تلك الليلة فرض الله عليه الصلوات الخمس فصلاهن صلى الله عليه وسلم فريضة على ركعتين ركعتين الا المغرب فثلاث ركعات لتوتر صلاة النهار وبقي على ذلك ثلاث سنوات قبل الهجرة ولما هاجر زيدت صلاة الظهر والعصر والعشاء فصارت أربعا أربعا للمقيمين وبقيت ركعيتن للمسافرين وفي السنة الأولى من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم شرع الله للمسلمين الآذان والإقامة ليجتمعوا في المساجد وليعلموا دخول وقت الصلاة وفي السنة الثانية فرضت مقادير الزكاة وبينت الأنصبة وفرض الله صيام رمضان وفي السنة التاسعة فرض الله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وقد أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بالقتال بعد الهجرة فان الجهاد ذروة سنام الإسلام.

فإذن الله له بالقتال حيث كان للإسلام دولة وللمسلمين قوة، فقيل أنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فرأى فيه رجلا من الأنصار، يقال له أبو أمامة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إني أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة، قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم ” أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت بلى يا رسول الله، قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت ” اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” قال ففعلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى عني ديني، ولقد أكرم الله رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم بأخلاق عظيمة لم تجتمع لأحد غيره حتى أثنى عليه ربه بقوله تعالي ” وإنك لعلى خلق عظيم” وبهذه الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة استطاع صلي الله عليه وسلم أن يجمع النفوس ويؤلف القلوب بإذن ربه حيث قال تعالي.

” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين” وقد أرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة وأنزل عليه القرآن وأمره بالدعوة إلى الله كما قال سبحانه ” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا” وقد فضل الله رسوله محمدا صلي الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء بست فضائل كما قال صلى الله عليه وسلم ” فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الناس كافة وختم بي النبيون “رواه مسلم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار