أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الخبيث لا يمحو الخبيث

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالي ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد لقد أوجب الله سبحانه وتعالى على المؤمنين طاعته والإقتداء بهديه واتباع سُنّته وتوقيره ومحبته صلى الله عليه وسلم فوق محبة الآباء والأبناء والأزواج والعشيرة، والتجارة والأموال وأوعد من تخلف عن تحقيق ذلك بالعقاب، وإن الله سبحانه وتعالى لا يقبل قلبا مشتركا أى فيه شرك، ولا عملا مشتركا أى فيه حرام وفيه حلال إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا، فإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى كما فى سورة المؤمنون ” يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا”

وقال تعالى فى سورة البقرة ” كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” وعن أبى هريرة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام، فأنى يستجاب له؟ رواه مسلم والترمذى، وأيضا فإن العبادة الحقيقية في كسب المال تحري الحلال، فإن أخطر موضوع على الإطلاق بعد الإيمان بالله الحلال والحرام، فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ” رواه الطبرانى، فإن أكبر نشاط علمى عليه أن يتجه إليه المؤمن، بعد معرفة الله تعالى، هو تقصي الحلال والحرام في بيته، في عمله، في كلامه، في لقاءاته.

في نشاطاته، في سفره، في حله وترحاله، فعن أبى هريره رضى الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم “ومن جمع مالا من حرام ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه” رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ” لا يكسب عبد مالا حراما، فيتصدق به فيقبل منه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله تعالى لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث” رواه احمد، فيجب عليه تركه لم ينفقه ولم يتصدق منه، لذلك العبادة الحقيقية في كسب المال تحرى الحلال، والعبادة الحقيقية فى إنفاق المال تحرى الوجه الصحيح الذى يريده الله عز وجل، فإن ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام.

وأخطر شيء الذي يبيع ويشتري، فمن دخل السوق بلا فقه، أكل الربا شاء أم أبى، فإذن فقه معرفة الأحكام الفقهية لمن يشترى فرض عين، وأيضا إن الحرام في ديننا حرام على الجميع، فإن هناك قاعدة تقول الحرام في ديننا حرام على الجميع، ولا توجد استثناءات، فالحرام يتسم بالشمول والاطراد، وليس هناك حرام على العجمي، وحلال للعربى، وليس هناك شيء محظور على الأسود، وحلال للأبيض، وليس هناك جواز ولا ترخيص ممنوح لطبقة دون طبقة، ولا لطائفة دون طائفة، فالحرام حرام على الجميع، والحلال حلال للجميع، حتى لو كان الإنسان في مرتبة كاهن، أو رجل دين، فالكل تحت الشرع، وإن المسلم ليس له خصوصية تجعل الحرام حلالا، فإن الله سبحانه وتعالى رب الجميع.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار